اعتقال قاتلي الصدر .. انتصار للعدالة أم توظيف سياسي لرئيس الوزراء ؟ // عبدالله عباس
تحت مجهر الشكوك السياسية اعتقال منفذ جريمة اغتيال الصدر .. انتصار
للعدالة أم توظيف سياسي لرئيس الوزراء ؟.
عبدالله عباس
بغداد
٣١/١/٢٠٢٥
١-شعبان-١٤٤٦
بعد 45 عامًا من الجريمة المقاومة اعتقلت في حزيران عام
2024 منفذ جريمة اغتيال السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية
بنت الهدى التي هزّت العالم الإسلامي عام 1980 .
في خطوة تُعد انتصارًا للعدالة وملاحقة المجرمين مهما طال الزمن
لم تكن مجرد عملية أمنية تقليدية بل كانت رسالة واضحة مفادها أن
الحساب لا يسقط بالتقادم وأن يد العدالة قادرة على الوصول إلى الجناة
أينما كانوا في خطوة تاريخية تعكس توازنات القوة في المشهد السياسي
والأمني العراقي أعلنت الحكومة العراقية اليوم الجمعة ، عن اعتقال
المتهم بتنفيذ الجريمة التي هزّت العالم الإسلامي قبل 45 عامًا غير أن
هذا الإعلان الذي جاء متأخرًا، لم يكن مجرد كشف أمني، بل حمل في طياته
أبعادًا سياسية معقدة لا سيما في ظل التوترات بين الحكومة و عدد من
الاطراف الشيعية .
حيث تمكنت “المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق” وبتنسيق عالي مع
مديرية الامن و الإنضباط في هيئة الحشد الشعبي من تنفيذ عملية نوعية
قادت إلى استدراج المتهم (سعدون صبري جميل القيسي) من خارج البلاد إلى
محافظة أربيل ' حيث تم إلقاء القبض عليه فور وصوله وتأتي هذه العملية
في ظل ضغوط مباشرة مارستها فصائل المقاومة على سلطات إقليم كردستان
بعد رفض مسعود البارزاني تسليم المتهم الى بغداد ، حيث وجّهت تهديدًا
واضحًا مفاده أن الإقليم لن يكون في مأمن إن لم يتم تسليم المتهم الى
بغداد وبعد هذا الضغط، نُفّذت عملية الاعتقال وتم تسليم المتهم الى
مديرية الامن والانضباط ومن ثم الى جهاز الامن الوطني العراقي الأمر
الذي يؤكد التحولات المتسارعة في موازين القوى داخل العراق .
على الرغم من أهمية الحدث من الناحية الأمنية فإن توقيت الإعلان عن
الاعتقال يطرح تساؤلات جوهرية فقد جاء هذا الكشف في وقت متأخر حيث
تعرض محمد شياع السوداني لهزات شديدة خصوصًا بعد قضية التجسس و
تسريبات المستشارين و اخرها اعتقال أحد أبرز المقربين منهُ يبدو أن
السوداني حاول استثمار الإعلان عن هذا الحدث للتغطية على الضربة التي
تلقّاها قبل ايام ما يعكس طبيعة التوظيف السياسي للأحداث الأمنية في
البلاد .
إن هذه العملية ليست مجرد اعتقال بل هي تأكيد على مبدأ أن المجرمين لا
يمكنهم الفرار من العقاب مهما طال الزمن بعد 45 عامًا من الجريمة
أثبتت الشيعة أن ذاكرة الأمة لا تنسى دماء شهداءها وبعد نجاح العملية
يترقب الجميع ما ستؤول إليه إجراءات محاكمة المتهم ورفاقه ، وما إذا
كانت هذه الخطوة ستفتح الباب لملاحقة مجرمين آخرين تورطوا في جرائم ضد
الإنسانية والإسلام على مدار العقود الماضية هذا الإنجاز أمني لا يمكن
إنكاره، لكن الطريقة التي تم بها الإعلان عنه والتوقيت الحساس من قبل
رئيس الحكومة يضعه في دائرة الشكوك و إن هذه العملية تمثل تحولًا
استراتيجيًا في ملاحقة المجرمين وتثبيت قواعد جديدة للعدالة حيث لم
تعد الحدود الجغرافية أو السياسية ملاذًا آمنًا لأولئك الذين اعتقدوا
أن بإمكانهم الإفلات من الحساب الرسالة واضحة ان العدالة ستتحقق مهما
طال الزمن .