المشهد العراقي الان بقلم علي محمد النجفي
1- المشهد الاول السيد مقتدى يدعوا السفراء العرب والعالم الاسلامي
ويتحدث اليهم بما يشير الى انه بشخصه يرسم مستقبل العراق ثم بعد
انتهاء الاجتماع يصرح بانه طلب منهم ابلاغ حكوماتهم بعدم التدخل في
العراق مما يوحي الى الشعب العراقي والراي العام العالمي من قبله انه
هو الامر الناهي وان العراق صار بقبضته السياسية وانه بشخصه سوف يرسم
مستقبل العراق.
2- في هذه الاثناء يكثر السيد مقتدى من التغريدات ( بانه يحب العراق,
خذوا الحكم واتركولي العراق ( النفط), وانه لايسمح بالتدخل الخارجي في
العملية السياسية , وان عضر الوصاية على العراق انتهى, وان العملية
السياسية مستقبلا ستكون ابوية للعراقيين جميعا).
3- ويرافقه تغريدات لمقربين من مقتدى محسوبين على المكتب السياسي منهم
(ضياء الاسدي ) و( الشيخ العبيدي ) وهم يطالبون ايران بعدم التدخل
واخرين يهددون سليماني ويطلبون منه مغاردة الخضراء لانهم يعتقدون انه
موجود فيها .
4- ينتقل السيد مقتدى الى بغداد ويطلب من السياسيين زيارته
فيلتقي السيد العبادي رئيس الوزراء ثم العامري وقبله التقى السيد عمار
الحكيم في النجف الاشرف مما يوحي الى الشعب العراقي بانه وحده من
يتصرف بمصير العملية السياسية فهو يمنح رئاسة الوزراء من يشاء ويمنعها
لمن يشاء بيده العراق .
5- السيد مقتدى حينما (يغرد) او يدعوا( السفراء) او ( روساء الكتل )
فانه يدرك انه في عالم السياسية: ان السلطة يسري عليها قانون (وضع
اليد) فهو يضع يده على الساحة والسلطة ويرسم المستقبل ويبادر قبل غيره
لغلق الطريق على غيره بان يطرح مشروعا بديلا, وليعرب عن وجوده لمن
اراد ان يتحرك بحركة مساوقة اوبديلة او موازية فان الساحة ملكه
والدليل وضع يده عليها وعلى لمساتها الاولى, حتى وان كانت مشاورات
لاترقى الى مستوى الاتفاقات, فالمهم الرسائل التي يرسلها وليس النتائج
التي يحققها .
6- هذه الخطوات من السيد تجد صداها في الاعلام الامريكي والسعودي
مرحبة مفسرة لخطواته بانها خطوات عراقية مهمة ووطنية وسوف تعيد العراق
الى الخيمة العربية وتنهي عهد الوصاية الايرانية بل تذهب الصحف
الامريكية اكثر بالقول بان (( مقتدى مع مافيه من مواقف مضادة لهم و
تعذر التعامل معه الا انه لابد من التعامل معه لانه الوحيد
القادر على منع التمدد الايراني في العراق )) وقد اعتبره السفير
الامريكي القديم زلماي ( بان مقتدى جاد في خلق عراق جديد لادخل لايران
فيه ) ويغردالسبهان (بان العراق عاد الى الخيمة العربية ) ويغرد
خميس الخنجر مرحبا بمنهج السيد مقتدى وخطواته لتاسيس حكومة عربية بل
ذهب السبهان الى اكثر من هذا بان ( السيد مقتدى سوف يوسس الى دولة
عربية عراقية يتعايش فيها السنة والشيعة وينهي عهود من الحرمان
والطائفية ) بنفس الوقت صرحت جريدة الواشنطن بوست بتاريخ 21-5-2018 ان
((امريكا كانت تتفاهم مع مقتدى عبر محمد بن سلمان)).
7- رافق تحركات مقتدى تغريده اججت الاجواء ووترت الموقف الاجتماعي
العراقي والسياسي وهو انه قال (( اني قد اتعرض الى خطر اطلب من محبي
ال الصدر ان يقراءوا على روحي الفاتحة وليشهدوا اني احب العراق
)).
8- مجرد ان صدرت تلك التغريدة تضاعف الكلام في القنوات العالمية منها
( العربية ) و( والعربية الحدث) و( الحرة _عراق ) و( الشرقية ) كلها
وعشرات المواقع الوهمية وصفحات الفيس تتحدث عن مخطط ايراني لعزل مقتدى
سياسيا او تصفيته جسديا على غرار ما حصل مع رفيق الحريري.
9- في هذه الاجواء نزل الانصار ( انصار مقتدى ) في مدينة الصدر الى
الشوارع
أ- وهم يحملون السلاح ويظهر ((ابو درع)) وهو يحمل السلاح
وخلفه جماعات تردد ايران بره بره في شواع مدينة الصدر.
ب- واخرين توافدوا الى بيت مقتدى في الحنانه يسهرون ليلا
لحمايته
ت- واخرين يرتدون الاقنعه وهم يتلون بيان انزال القصاص والعقاب بمن
يتجاوز على السيد مقتدى .
ث- واخرين يتجهارون علنا امام الاعلام بانهم حال تعرض مقتدى الى خطر
سوف يكون ردة فعلهم قتل حتى الاطفال .
ج- ويظهرون معممين في القنوات الاعلامية يطلبون من الشباب المتواجدين
امام بيت مقتدى الافطار ان استوجب الامر لان حماية مقتدى اهم من
الصوم لانه هو الاسلام وهو الصوم كما يرون .
ح- واخرين يحتفلون في ساحة التحريرواهم ينصبون حبال المشانق لمن
يعتدي على السيد مقتدى
هذه هي المشاهد البارزة في العراق ومن يتابع صفحات الفيس بوك وتصرفات
التيار الصدري يتعرف على حجم الانفلات الكبير والتوتر , والاستعداد
العالي لخلق اجواء من الصدام والشحن بالمقابل اختفي صوت العقلاء
والحوزات والتوجيه والارشاد ودخل المجتمع العراقي في حيرة شديدة من
المستقبل ومن الاحتمالات التي يمكن ان تنشاء بسبب نزول الجهلاء الى
الشوارع ومعهم العلمانيين ورجال السفارة الامريكية والبعثيين
والمندسين