2024/07/27




المرأة التي تميزت بقيادتها للمحن بحكمة وعلم وشجاعة|| د. وليد الحلي ...
السبت 27 كانو الثاني 2024 :
11:10 am
عدد المشاهدات : 401
السبت 27 كانو الثاني 2024 :
11:10 am
عدد المشاهدات : 401
المرأة التي تميزت بقيادتها للمحن بحكمة وعلم وشجاعة|| د. وليد الحلي
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة التي تميزت بقيادتها
 للمحن بحكمة وعلم وشجاعة

عالمة غير معلّمة، مؤمنة متقية وفية، واثقة قيادية بارعة بمواقفها في المحن، مجاهدة غير يائسة، صابرة قوية شجاعة مقدامة، خطيبة مثقفة بليغة، نجحت بأنتفاضتها الإعلامية لتكملة ثورة أمامها وأخيها.

مظلومة ومكظومة، ولم تكن مهزومة، صامدةً كالجبل أمام المصائب العظام التي حلت بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) حيث استشهد إخوتها في 11 محرم الحرام عام 61هـ، كل من سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وحامل لوائه أخوها حضرة السيد العباس بن علي (ع) وعبد الله وعثمان وجعفر (أبناء أم البنين (ع) وشهادة ولديها محمد وعون وصحابة سيد الشهداء، وهي تحيط بأجسادهم بدون رؤوس وممزقة بالسيوف، وكانت النساء والأرامل من حولها في حيرة من أمرهم، وقد تعلق بهن الأطفال من الذعر والعطش، وأمامهم جيش يزيد بن معاوية بن سفيان  يحيط بهم من كل جانب، وهم يحرقون خيامهم، ويعتدون على حرمات النساء والأطفال، وهي في الوقت ذاته تهتم برعاية ابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) الذي كان معهم في معركة الطف مريضاً معلولاً.

لقد وقفت أمام طاغية الكوفة عبيدالله بن زياد تسفه كلامه، وتتوعده بعذاب الله غير عابئة بالموت الذي قد يأتيها في أي لحظة من قاتل أخيها وقاتل عترة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

احتضنت ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حين أراد الطاغية بن زياد أن يضرب عنقه وقالت:"والله لا أفارقه، إن قتلته فاقتلني”، فخلى سبيله، وتركه يرحل مع الأسرى النساء والأطفال إلى دمشق في الشام.

كلما تراكمت عليها المصائب، ازداد صبرها وتحملها، وعندما هاجمها الطاغية يزيد بن معاوية قائلا: كيف رأيت صنع الله بك؟ قالت: ما رأيت إلا جميلا، إنها القائدة المطمئنة بحول الله وقوته، وأنها على حق، وستنتصر قضيتها عاجلا أو آجلا. إنه الإيمان المطلق بالله -عز وجل- في كل المواقف والمصائب.

إنها بطلة كربلاء العقيلة زينب الكبرى (ولادتها في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى عام 5 هجرية ووفاتها يوم 15 رجب عام 62 هـ)، وهي  التي وقفت موقفها التاريخي في ملحمة كربلاء الكبرى ببسالة وعلم ومعرفة وفصاحة قل مثيلها، وهي تحمل كرامة المرأة التي تدافع عن مقدساتها وفضائلها.

هي حفيدة خاتم الأنبياء والرسل محمد (صلى الله عليه وآله) وبنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وخصائصها أعظم وأجلّ سيّدة في دنيا الإسلام بعد أمها فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين (عليهما السلام).

فقد أقامت صروح العدل، وشيّدت معالم الحق، وأبرزت قيم الإسلام ومبادئه على حقيقتها النازلة من ربّ العالمين، جاهدت هي وأمها فاطمة الزهراء البتول  كأعظم ما يكون الجهاد، ووقفتا بقوة لا يُعرف لها مثيل.

كانت حفيدة الرسول (ص) السيدة زينب (ع) كأبيها أمير المؤمنين علي (ع) وأخيها سيد الشهداء (ع) في عظيم إيمانها وانقطاعها إلى الله؛ فقد وقفت على جثمان شقيقها الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام) الذي مزّقته سيوف الشرك، وقطعوا رأسه المقدس، فرمقت السماء بطرفها، وقالت كلمتها الخالدة التي دارت مع الفلك وارتسمت فيه: "اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان".

إنّ الإنسانيّة تنحني إجلالاً وخضوعاً أمام هذا الإيمان الذي هو السرّ في خلودها وخلود أخيها.

لقد تضرّعت بطلة الإسلام بخشوع إلى الله تعالى أن يتقبّل ذلك القربان العظيم الذي هو ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فأيّ إيمان يُماثل هذا الإيمان؟ وأيّ تبتّل إلى الله تعالى يُضارع هذا التبتّل؟

خاطبت الطاغية يزيد بن معاوية في الشام وهي في الأسر، قائلة (ع):
"فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله عز وجل: ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ- آل عمران: 178).

وقولها (ع): "ولتردن على رسول الله بما تحمّلتَ من سفك دماء ذريّته، وانتهاك حرمته في لحمته وعترته، وليخاصمنك حيث يجمع الله تعالى شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم"
 
وقد جسد قولها (ع): "وحسبك بالله وليّاً وحاكماً، وبرسول الله خَصماً، وبجبرائيل ظهيراً".

وهذا ما أشارت إليه الصديقة الكبرى في قولها: "وأيّامك إلا عدد" أي أنك لن تمكث في هذه الدنيا طويلاً، إذ إن عمرك بعد قتلك للإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه لن يكون إلا قليلاً. وبالفعل فقد أثرت جريمة قتل الإمام الحسين (ع) تأثيراً سلبيّاً واضحاً في مقدار عمره، فقد جاء في التاريخ (أنّ يزيد عاش بعد فاجعة كربلاء سنتين وشهرين وأربعة أيام).

السلام عليك أيتها السيدة الصابرة الرضية  زينب الكبرى بنت الإمام علي أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته في يوم وفاتك وفي كل مكان وزمان.

             وليد الحلي
15 رجب 1445-27 ك2 2024




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
شنيشل: مستعدون لمباراتنا مع الأرجنتين وزير الداخلية يوجه بتحديث قواعد البيانات الخاصة بالمطلوبين بقضايا المخدرات محافظ بغداد يطلع ميدانياً على الاستعدادات الجارية لتأهيل وتطوير طريق الزائرين مصدر أمني رفيع المستوى ينفي دخول 50 ألف باكستاني للعراق وإختفائهم وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد المبرقع يزور البعثة العراقية المشاركة في أولمبياد باريس الاستخبارات العسكرية تطيح بـ(9 ) إرهابيين في 4 محافظات المبرقع يبحث مع نظيره المصري تفعيل العمل الرياضي والشبابي بين البلدين تربية صلاح الدين: تخصيص 138 قطعة أرض لإنشاء أبنية مدرسية جديدة لدعم طلبة الدراسات العليا..مقترح نيابي لتدّوير 4000 مقعد شاغر من العام للخاص رئيس الجمهورية يؤكد أهمية مشاركة الفرق والمنتخبات العراقية في المحافل الدولية الفياض يتفقد قاطع عمليات نينوى الحشد الشعبي في منطقة الحضر وزير النفط يفتتح المرحلة الأولى من مشروع حقن الماء المصاحب بطاقة 300 ألف برميل يومياً وزير العمل: سنحقق في أنباء تسرب 50 ألف سائح باكستاني ونتخذ الإجراءات القانونية بحقهم عمليات بغداد تباشر برفع عدداً من الكتل الكونكريتية فريــق مـــن القــوات الخاصة العراقية يتسلق عاشر أعلى جبل في العالم
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024