2025/12/18




المرأة التي تميزت بقيادتها للمحن بحكمة وعلم وشجاعة|| د. وليد الحلي ...
السبت 27 كانو الثاني 2024 :
11:10 am
عدد المشاهدات : 680
السبت 27 كانو الثاني 2024 :
11:10 am
عدد المشاهدات : 680
المرأة التي تميزت بقيادتها للمحن بحكمة وعلم وشجاعة|| د. وليد الحلي
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة التي تميزت بقيادتها
 للمحن بحكمة وعلم وشجاعة

عالمة غير معلّمة، مؤمنة متقية وفية، واثقة قيادية بارعة بمواقفها في المحن، مجاهدة غير يائسة، صابرة قوية شجاعة مقدامة، خطيبة مثقفة بليغة، نجحت بأنتفاضتها الإعلامية لتكملة ثورة أمامها وأخيها.

مظلومة ومكظومة، ولم تكن مهزومة، صامدةً كالجبل أمام المصائب العظام التي حلت بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) حيث استشهد إخوتها في 11 محرم الحرام عام 61هـ، كل من سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وحامل لوائه أخوها حضرة السيد العباس بن علي (ع) وعبد الله وعثمان وجعفر (أبناء أم البنين (ع) وشهادة ولديها محمد وعون وصحابة سيد الشهداء، وهي تحيط بأجسادهم بدون رؤوس وممزقة بالسيوف، وكانت النساء والأرامل من حولها في حيرة من أمرهم، وقد تعلق بهن الأطفال من الذعر والعطش، وأمامهم جيش يزيد بن معاوية بن سفيان  يحيط بهم من كل جانب، وهم يحرقون خيامهم، ويعتدون على حرمات النساء والأطفال، وهي في الوقت ذاته تهتم برعاية ابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) الذي كان معهم في معركة الطف مريضاً معلولاً.

لقد وقفت أمام طاغية الكوفة عبيدالله بن زياد تسفه كلامه، وتتوعده بعذاب الله غير عابئة بالموت الذي قد يأتيها في أي لحظة من قاتل أخيها وقاتل عترة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

احتضنت ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حين أراد الطاغية بن زياد أن يضرب عنقه وقالت:"والله لا أفارقه، إن قتلته فاقتلني”، فخلى سبيله، وتركه يرحل مع الأسرى النساء والأطفال إلى دمشق في الشام.

كلما تراكمت عليها المصائب، ازداد صبرها وتحملها، وعندما هاجمها الطاغية يزيد بن معاوية قائلا: كيف رأيت صنع الله بك؟ قالت: ما رأيت إلا جميلا، إنها القائدة المطمئنة بحول الله وقوته، وأنها على حق، وستنتصر قضيتها عاجلا أو آجلا. إنه الإيمان المطلق بالله -عز وجل- في كل المواقف والمصائب.

إنها بطلة كربلاء العقيلة زينب الكبرى (ولادتها في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى عام 5 هجرية ووفاتها يوم 15 رجب عام 62 هـ)، وهي  التي وقفت موقفها التاريخي في ملحمة كربلاء الكبرى ببسالة وعلم ومعرفة وفصاحة قل مثيلها، وهي تحمل كرامة المرأة التي تدافع عن مقدساتها وفضائلها.

هي حفيدة خاتم الأنبياء والرسل محمد (صلى الله عليه وآله) وبنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وخصائصها أعظم وأجلّ سيّدة في دنيا الإسلام بعد أمها فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين (عليهما السلام).

فقد أقامت صروح العدل، وشيّدت معالم الحق، وأبرزت قيم الإسلام ومبادئه على حقيقتها النازلة من ربّ العالمين، جاهدت هي وأمها فاطمة الزهراء البتول  كأعظم ما يكون الجهاد، ووقفتا بقوة لا يُعرف لها مثيل.

كانت حفيدة الرسول (ص) السيدة زينب (ع) كأبيها أمير المؤمنين علي (ع) وأخيها سيد الشهداء (ع) في عظيم إيمانها وانقطاعها إلى الله؛ فقد وقفت على جثمان شقيقها الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام) الذي مزّقته سيوف الشرك، وقطعوا رأسه المقدس، فرمقت السماء بطرفها، وقالت كلمتها الخالدة التي دارت مع الفلك وارتسمت فيه: "اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان".

إنّ الإنسانيّة تنحني إجلالاً وخضوعاً أمام هذا الإيمان الذي هو السرّ في خلودها وخلود أخيها.

لقد تضرّعت بطلة الإسلام بخشوع إلى الله تعالى أن يتقبّل ذلك القربان العظيم الذي هو ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فأيّ إيمان يُماثل هذا الإيمان؟ وأيّ تبتّل إلى الله تعالى يُضارع هذا التبتّل؟

خاطبت الطاغية يزيد بن معاوية في الشام وهي في الأسر، قائلة (ع):
"فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله عز وجل: ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ- آل عمران: 178).

وقولها (ع): "ولتردن على رسول الله بما تحمّلتَ من سفك دماء ذريّته، وانتهاك حرمته في لحمته وعترته، وليخاصمنك حيث يجمع الله تعالى شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم"
 
وقد جسد قولها (ع): "وحسبك بالله وليّاً وحاكماً، وبرسول الله خَصماً، وبجبرائيل ظهيراً".

وهذا ما أشارت إليه الصديقة الكبرى في قولها: "وأيّامك إلا عدد" أي أنك لن تمكث في هذه الدنيا طويلاً، إذ إن عمرك بعد قتلك للإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه لن يكون إلا قليلاً. وبالفعل فقد أثرت جريمة قتل الإمام الحسين (ع) تأثيراً سلبيّاً واضحاً في مقدار عمره، فقد جاء في التاريخ (أنّ يزيد عاش بعد فاجعة كربلاء سنتين وشهرين وأربعة أيام).

السلام عليك أيتها السيدة الصابرة الرضية  زينب الكبرى بنت الإمام علي أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته في يوم وفاتك وفي كل مكان وزمان.

             وليد الحلي
15 رجب 1445-27 ك2 2024




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
إتحاد المقاولين في ذي قار : مستحقاتنا متأخرة منذ أكثر من عام و800 مشروع مهدد بالتوقف والإندثار المقاولون ينددون بقمع تظاهراتهم ويلوحون بالتصعيد لحين صرف مستحقاتهم المالية إتحاد المقاولين العراقيين : 30 تريليون دينار من المستحقات المالية للمقاولين بذمة الحكومة الاستخبارات العسكرية: القبض على 18 متهماً بقضايا قانونية مختلفة في أربع محافظات القضاء يعلن إحصائية حالات الزواج والطلاق لشهر تشرين الثاني الداخلية تعلن انخفاض نسبة الجرائم الإرهابية الى 88 بالمئة والدكات العشائرية لـ92 بالمئة التربية تعلن ضوابط وتعليمات تأسيس المدارس الأهلية جهاز مكافحة الإرهاب يلقي القبض على (6) إرهابيين في ثلاث محافظات لاعب باريس سان جيرمان عثمان ديمبيلي يفوز بجائزة افضل لاعب بالعالم لعام 2025 وزارة التربية تنفي صحة الكتاب الذي ينص على إيقاف السفرات المدرسية البرلمان: عامر الفائز سيترأس الجلسة الأولى وشكلنا لجنة تحضيرية تشكيلة منتخبنا الأولمبي لمواجهة نظيـره السعودي في نهائي كأس الخليج تحت 23 عاماً زاخو بعد اختيار جماهيره الأفضل عالمياً: فزنا بدعم الشعب العراقي الأمن الوطني يُطيح بأخطر خبراء التفجير في داعش الإرهابي من دولة مجاورة رئيس الجمهورية يحدد يوم 29 كانون الأول الحالي موعداً للجلسة الأولى للبرلمان
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024