2025/12/06




المرأة التي تميزت بقيادتها للمحن بحكمة وعلم وشجاعة|| د. وليد الحلي ...
السبت 27 كانو الثاني 2024 :
11:10 am
عدد المشاهدات : 677
السبت 27 كانو الثاني 2024 :
11:10 am
عدد المشاهدات : 677
المرأة التي تميزت بقيادتها للمحن بحكمة وعلم وشجاعة|| د. وليد الحلي
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة التي تميزت بقيادتها
 للمحن بحكمة وعلم وشجاعة

عالمة غير معلّمة، مؤمنة متقية وفية، واثقة قيادية بارعة بمواقفها في المحن، مجاهدة غير يائسة، صابرة قوية شجاعة مقدامة، خطيبة مثقفة بليغة، نجحت بأنتفاضتها الإعلامية لتكملة ثورة أمامها وأخيها.

مظلومة ومكظومة، ولم تكن مهزومة، صامدةً كالجبل أمام المصائب العظام التي حلت بأهل بيت النبوة (عليهم السلام) حيث استشهد إخوتها في 11 محرم الحرام عام 61هـ، كل من سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وحامل لوائه أخوها حضرة السيد العباس بن علي (ع) وعبد الله وعثمان وجعفر (أبناء أم البنين (ع) وشهادة ولديها محمد وعون وصحابة سيد الشهداء، وهي تحيط بأجسادهم بدون رؤوس وممزقة بالسيوف، وكانت النساء والأرامل من حولها في حيرة من أمرهم، وقد تعلق بهن الأطفال من الذعر والعطش، وأمامهم جيش يزيد بن معاوية بن سفيان  يحيط بهم من كل جانب، وهم يحرقون خيامهم، ويعتدون على حرمات النساء والأطفال، وهي في الوقت ذاته تهتم برعاية ابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) الذي كان معهم في معركة الطف مريضاً معلولاً.

لقد وقفت أمام طاغية الكوفة عبيدالله بن زياد تسفه كلامه، وتتوعده بعذاب الله غير عابئة بالموت الذي قد يأتيها في أي لحظة من قاتل أخيها وقاتل عترة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

احتضنت ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) حين أراد الطاغية بن زياد أن يضرب عنقه وقالت:"والله لا أفارقه، إن قتلته فاقتلني”، فخلى سبيله، وتركه يرحل مع الأسرى النساء والأطفال إلى دمشق في الشام.

كلما تراكمت عليها المصائب، ازداد صبرها وتحملها، وعندما هاجمها الطاغية يزيد بن معاوية قائلا: كيف رأيت صنع الله بك؟ قالت: ما رأيت إلا جميلا، إنها القائدة المطمئنة بحول الله وقوته، وأنها على حق، وستنتصر قضيتها عاجلا أو آجلا. إنه الإيمان المطلق بالله -عز وجل- في كل المواقف والمصائب.

إنها بطلة كربلاء العقيلة زينب الكبرى (ولادتها في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى عام 5 هجرية ووفاتها يوم 15 رجب عام 62 هـ)، وهي  التي وقفت موقفها التاريخي في ملحمة كربلاء الكبرى ببسالة وعلم ومعرفة وفصاحة قل مثيلها، وهي تحمل كرامة المرأة التي تدافع عن مقدساتها وفضائلها.

هي حفيدة خاتم الأنبياء والرسل محمد (صلى الله عليه وآله) وبنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وخصائصها أعظم وأجلّ سيّدة في دنيا الإسلام بعد أمها فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين (عليهما السلام).

فقد أقامت صروح العدل، وشيّدت معالم الحق، وأبرزت قيم الإسلام ومبادئه على حقيقتها النازلة من ربّ العالمين، جاهدت هي وأمها فاطمة الزهراء البتول  كأعظم ما يكون الجهاد، ووقفتا بقوة لا يُعرف لها مثيل.

كانت حفيدة الرسول (ص) السيدة زينب (ع) كأبيها أمير المؤمنين علي (ع) وأخيها سيد الشهداء (ع) في عظيم إيمانها وانقطاعها إلى الله؛ فقد وقفت على جثمان شقيقها الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام) الذي مزّقته سيوف الشرك، وقطعوا رأسه المقدس، فرمقت السماء بطرفها، وقالت كلمتها الخالدة التي دارت مع الفلك وارتسمت فيه: "اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان".

إنّ الإنسانيّة تنحني إجلالاً وخضوعاً أمام هذا الإيمان الذي هو السرّ في خلودها وخلود أخيها.

لقد تضرّعت بطلة الإسلام بخشوع إلى الله تعالى أن يتقبّل ذلك القربان العظيم الذي هو ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فأيّ إيمان يُماثل هذا الإيمان؟ وأيّ تبتّل إلى الله تعالى يُضارع هذا التبتّل؟

خاطبت الطاغية يزيد بن معاوية في الشام وهي في الأسر، قائلة (ع):
"فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله عز وجل: ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ- آل عمران: 178).

وقولها (ع): "ولتردن على رسول الله بما تحمّلتَ من سفك دماء ذريّته، وانتهاك حرمته في لحمته وعترته، وليخاصمنك حيث يجمع الله تعالى شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم"
 
وقد جسد قولها (ع): "وحسبك بالله وليّاً وحاكماً، وبرسول الله خَصماً، وبجبرائيل ظهيراً".

وهذا ما أشارت إليه الصديقة الكبرى في قولها: "وأيّامك إلا عدد" أي أنك لن تمكث في هذه الدنيا طويلاً، إذ إن عمرك بعد قتلك للإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه لن يكون إلا قليلاً. وبالفعل فقد أثرت جريمة قتل الإمام الحسين (ع) تأثيراً سلبيّاً واضحاً في مقدار عمره، فقد جاء في التاريخ (أنّ يزيد عاش بعد فاجعة كربلاء سنتين وشهرين وأربعة أيام).

السلام عليك أيتها السيدة الصابرة الرضية  زينب الكبرى بنت الإمام علي أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته في يوم وفاتك وفي كل مكان وزمان.

             وليد الحلي
15 رجب 1445-27 ك2 2024




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
تشكيلة منتخبنا الوطني لمواجهة نظيره السوداني في كأس العرب الاستخبارات العسكرية تحبط عملية تهريب مواد صناعية وغذائية إلى ديالى محافظ بغداد عطوان العطواني يعلن تقدم الاعمال في مشروع مجاري سبع البور الاستراتيجي بنسبة 27% المنافذ: ضبط 240 ختماً غير مرخصة لأسماء أدوية بشرية في منفذ طريبيل اليوم .. منتخبنا الوطني يلاقي نظيره السوداني سعيا لترسيخ صدارته في كأس العرب 2025 د.خلف عبد الصمد يحمل مديرية المرور العامة مسؤولية عدم محاسبة سائقي الشاحنات ممن يسلكون المسار الأيسر في الطرق السريع الأنواء الجوية: أمطار غزيرة وسيول وعواصف رعدية شهداء قبضة الهدى .. تأريخ وتضحية وجهاد ضد الدكتاتورية والبعث البائد الحكومة توجه بإجراء تحقيق ومحاسبة المقصرين في ما ورد من خطأ بقرار لجنة تجميد أموال الإرهابيين المفوضية: الهيئة القضائية ردت أكثر من 800 طعن بنتائج الانتخابات حتى الآن الأمن الوطني يوضح حقيقة التعيينات المتداولة ويحذّر من الجهات الوهمية المندلاوي : يجب إعادة النظر والتدقيق وتصحيح الأخطاء التي وردت في جريدة الوقائع العراقية النائب حسين مؤنس : حكومة تصريف الأعمال تدرج المقاومين ضمن قوائم الإرهاب وتعطي أوسمة السلام للقتلة البنك المركزي العراقي : هذه ملابسات قرار تجميد اموال كيانات واحزاب دولية زيد إسماعيل: أدينا الواجب أمام البحرين وهدفنا المنافسة في كأس العرب
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024