أركان المثلث الثقافي الدعوي// د . صادق الصيمري
.
-------------------
الدين و العقيدة ، الفكر والمعرفة ، القيم والأخلاق ، مفاهيم مهمة
ومفردات أصيلة انطلق منها عمل الدعوة الإسلامية ، ومثلت نقطة انطلاق
الدعاة ومسارات نشأتهم ، وشكلت هويتهم .
ان تلك الثقافة الفكرية تمثل الركن الأول والأهم من أركان المثلث
الثقافي الدعوي ، وهو ركن ( الثقافة الفكرية والعقدية ) . ومن الطبيعي
ان يمثل هذا الركن مجموعة القيم الدينية والسياسية والاجتماعية
والفكرية والأخلاقية التي يحملها الداعية ، و ما ينبثق عنها من العلوم
المتعددة ، والمعرفة ، وقوة القرار ، والثبات ، والشعور بالمسؤولية ،
وهي ما تربطنا أو توصلنا إلى الركن الثاني من المثلث الثقافي الدعوي ،
وهو ركن ( الثقافة السياسية ) لدى الدعاة ، حيث يتفاعل الركن الثقافي
المعرفي مع الركن السياسي ، ليحقق أهداف الدعوة الإسلامية ، ويحدد
خطابها السياسي ، ويرسم معالم مشروعها أيضا ، كما يوضح طبيعة
العلاقات مع المكونات الأخرى .
من جانب آخر ، تظهر لنا تجليات الفكر الدعوي ومجموعة القيم في عدة
صفات ومميزات ، تتمثل في : الصدق ، والاخلاص ، والنزاهة ، والوفاء
بالعهد ، والتصدي للعمل . تلك الصفات المتوارثة لدى الدعاة في تفاعلها
يمكن ان تخلق لنا الركن الثالث من المثلث الثقافي الدعوي ، وهو (
الثقافة الخدمية ) ، ومن مصاديق هذا الركن : العمل ، التصدي ، خدمة
المجتمع ، المواطنة ، برامج ، نشاطات .....
وهكذا فإن الأركان الثلاثة تتفاعل فيما بينها معتمدة على الأساس
المعرفي العقائدي السليم للدعاة لتعطينا الصورة النهائية للمشروع
السياسي الإسلامي للدعوة الإسلامية ، الذي يهدف الى رفع المستوى
الفكري والثقافي ، وتحديد طبيعة المشروع السياسي المنتج السليم ، فضلا
عن القدرة على العطاء وخدمة الآخرين .
وفي هذا كله توظيف صحيح للثقافة والفكر والعقيدة .