بسم الله الرحمن الرحيم الامام الحسن العسكري (ع): ( ولا يطلع الناس منكم إلا على خير) || وليد الحلي ٨ ربيع الأول ١٤٤٦ ١٢ أيلول ٢٠٢٤
بسم الله الرحمن الرحيم
الامام الحسن العسكري (ع):
( ولا يطلع الناس منكم إلا على خير).
وصف الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مقومات النجاح في
الدنيا على أنها أربعة: (قِوَامُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ:
عَالِمٌ يَسْتَعْمِلُ عِلْمَهُ، وَجَاهِلٌ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ
يَتَعَلَّمَ، وَغَنِيٌّ جَوَادٌ بِمَعْرُوفِهِ، وَفَقِيرٌ لَا يَبِيعُ
آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ).
واهتم لتجسيد هذه المقومات في تعامله مع الناس بتأكيده على أنهم أمة
واحد لا فرق بين عربي وأعجمي، وعدم إثارة مشاعر الاعتقادات المذهبية
الأخرى، بل كان همه هو لم شمل الأمة وجعل معياره فيها نبل الأخلاق
والتزام السلوك الطيب، قائلا):أوصيكم بتقوى الله، والعمل بطاعته،
واجتناب معاصيه، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم، وحسن الصحابة لمن
صحبتموه، وأن تكونوا لنا دعاة صامتين. فقالوا: يا بن رسول الله، وكيف
ندعوا إليكم ونحن صموت؟ قال: ( تعملون ما أمرناكم به من العمل بطاعة
الله، وتتناهون عما نهيناكم عنه من ارتكاب محارم الله، وتعاملون الناس
بالصدق والعدل، وتؤدون الأمانة،
وتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر،ولا يطلع الناس منكم إلا على
خير).
رغم سعيهم لتحجيم دوره الديني والتربوي والتقليل من مكانته
الاجتماعية، ومراقبته الشديدة وتعرضه للاعتقال مرات عديدة وتهديده
بالقتل من قبل ثلاثة من حكام الدولة العباسية وهم: المعتز، والمهتدي،
والمعتمد العباسي (254 هـ - 260 هـ)، إلا أنه استطاع مقاومتهم، ونشر
مبادئ وقيم الإصلاح، وحصل على تأييد الجماهير، واستقطب الأمة على
اختلاف توجهاتها، وأقر المخالف والمؤالف بفضله (ع) وعلمه وورعه
وتقواه.
وواجه الإمام أصحاب التيارات المنحرفة والخرافة والشعوذة والكذابين
والوضاعين للأحاديث والروايات غير الصحيحة في أحلك الظروف التي مر بها
أهل بيت النبوة (ع) بين مرحلة والده الإمام علي الهادي (ع) ومولد ولده
الإمام محمد المهدي الحجة المنتظر (ع)، كذلك كان له دور إخماد الفتن
والتكفير، ومعالجا الآفات الاجتماعية والأمراض الأخلاقية وانتهاك
الحرمات باعتماد سياسة توجيه النصح والإرشاد ونشر الفضيلة بديلا عن
النزاعات والصراعات.
ولد الإمام الحسن العسكري (ع) في 8 ربيع الثاني عام 232 هجري في
المدينة المنورة، وهو والد الإمام محمد المهدي الحجة المنتظر (عليه
السلام)، وعاصر خلال ستة أعوام سني إمامته ثلاثة من حكام بني العباس
وهم: المعتز والمهتدي والمعتمد، حيث كانت سياستهم مع الإمام سياسة
تعسفية ظالمة من المراقبة الشديدة والحصار والاعتقال مرات عديدة إلى
القتل حيث استشهد مسموماً في 8 ربيع الأول عام 260 هجري، ودفن في
سامراء بعمر 28 عاما.
أعظم الله أجور ولده الإمام المهدي الحجة المنتظر واجوركم بشهادة
الإمام الحسن العسكري سلام الله عليهما.
وليد الحلي
٨ ربيع الأول ١٤٤٦
١٢ أيلول ٢٠٢٤