الإنسانية في خطر بحاجة إلى من ينقذها || وليد الحلي 22-02-2024
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسانية في خطر بحاجة
إلى من ينقذها
كشفت الأبحاث الأخيرة عن مشروع خطير جدا تتبناه مجموعة كبيرة من علماء
التقنيات الإلكترونية المختصين بزراعة الذكاء الصناعي واستخدام تقنيات
النانو الإلكترونية والهندسة الوراثية لإكمال مشروع صناعة الإنسان
الآلي عوضا عن الإنسان المخلوق من الله عز وجل!؟
(المصدر:
. The Observer (@the.observer.b)414
يهدف هذا المشروع الخطير لإنجاز المرحلة الانتقالية ما
بين "الإنسانية البشرية" وما بعدها "الإنسان الآلي"!
بدأ التطبيع لهذا المشروع بتطبيق نظام الجندر في اميركا
والدول الاوربية والدول التابعة لها ( الذي يعني التحول من ملكية
الجسد إلى تطبيع الشذوذ الجنسي بين الذكر والأنثى) لتحقيق:
- التحكم بالإنسان وتجريده من إنسانيته،
- إفشاء اليأس في نفسه عبر كل الوسائل الممكنة.
- تحطيم الأسرة والرجل والمرأة والأطفال،
- إنكار الإيمان بالله سبحانه وتعالى والإبتعاد عن
الأديان،
- الإساءة والسخرية بكل ما يميز شخصية الإنسان الملتزم والواعي
والحريص باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها،
- احداث الأزمات المالية والنفسية،
- فرض الحروب،
- تشجيع الهجرة الجماعية،
- نشر الاكتئاب والمخدرات والكحول والزنا والفواحش الأخرى،
- التخويف الدائم لإخضاع الإنسان للمشروع ،
- تدمير الأخلاق الحميدة، لتكوين المجتمعات الضعيفة المنهكة
بمشاكلها.
هذه المشاريع الكارثية وغيرها تعد منعطفا خطيرا تستهدف الوجود
الإنساني وحريته وعقله وعقيدته، وتؤشر إلى أنها أخطر مرحلة يمر بها
الإنسان بعد سلسلة انتهاكات لحقوقه الإنسانية.
هذا المشروع جاء في سياق مشاريع القيادات التي
سيطرت على الإنسان والدول اقتصادياً وماليا وسياسياً وعلميا وتأثيرا،
وأحكُمت سيطرتها عليهم مستخدمة أسلحة الدمار الشامل الفتّاكة، والتطور
الحاصل في الاتصالات والتقنيات وغيرها، ومسببة الحروب والمآسي
والويلات والجوع والأمراض والتلوث البيئي والانحباس الحراري
والتغييرات المناخية.
إضافة إلى الأوبئة وآخرها جائحة كورونا لتحقيق مآربها بعيدا عن
الكرامة الإنسانية، ومستفيدة في الوقت ذاته من العناوين البراقة
للافتات حقوق الإنسان والتشريعات، وهي تعمل بشكل مخالف للقيم
والمبادئ.
لم تتمكن هذه القيادات من بناء الحضارة الإنسانية، لأنها تحمل
هكذا أجندات خطيرة، وتعاني الهزيمة النفسية من الداخل، واهتزاز
شخصياتها لافتقارها إلى البناء الروحي الذي يوازن استخدام هذه القوى
في المجال الصحيح، ولهذا تبحث عن بدائل لتدمير البشرية، وليس إصلاحها،
وهذا هو واقع العالم اليوم.
إن الاستعداد الإيماني والنفسي والتطبع العقلي والميداني مطالب حيوية
في عملية التغيير، إذ إن هنالك فرقاً بين أن نرى الأمواج تسير أمامنا،
ولا نعمل شيئاً، وقد تغرقنا وتقضي علينا ونحن في سبات، وبين أن نخطط
لحركة الأمواج ومسيرتها والحدود الذي تتحرك فيها، ونتعامل مع كل تغيير
بطريقة مدروسة.
إن أطروحة الإمام محمد المهدي (عليه السلام) تمثل بارقة أمل للإنسانية
المعذبة بوجود الضوء الساطع في نهاية النفق، ليحقق المهدي
الموعود (ع) أهدافه في استنهاض الهمم للتخلص من الظلم والجور وسفك
الدماء والاعتداء على الكرامات والحريات. حيث ( يملأ الأرض عدلاً و
قسطاً كما مُلئت جوراً وظلما).
"وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي
الْأَرْضِ، وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً، وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ"
القصص 5،
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ
الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" الأنبياء-105.
نستلهم في الذكرى المباركة لمولد الإمام المنقذ الحجة محمد بن الحسن
المهدي (ع) في 15 شعبان عام 255 هجري الموافق الأول من آب عام 869
ميلادي، بضرورة وعي المهمة والتزاماتها، ووعي ما يجري من أحداث سياسية
وعلمية واجتماعية واقتصادية وعقائدية وفق أسس صحيحة، ووعي العاملين
بالحق وأهل الباطل ومخططاتهم، ووعي ضرورة الوحدة وتنظيم الجهود، ووعي
العالم وما يدور فيه، وإلى أين يتجه، إيمانيا ونفسيا وسلوكيا،
والتهيؤ لحمل الأمانة لمستقبل الخير والسعادة للبشرية.
وليد الحلي
10 شعبان 1445
21 شباط 2024