2023/12/04




أسس التعايش وبناء الحياة في القرآن الكريم الحلقة (4) || السيد علي الميالي ...
الاثنين 06 تشرين الثاني 2023 :
08:59 pm
عدد المشاهدات : 73
الاثنين 06 تشرين الثاني 2023 :
08:59 pm
عدد المشاهدات : 73
أسس التعايش وبناء الحياة في القرآن الكريم الحلقة (4) || السيد علي الميالي
( ﴿إِنَّما جَزٰؤُا۟ الَّذينَ يُحارِبونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَسعَونَ فِى الأَرضِ فَسادًا أَن يُقَتَّلوا أَو يُصَلَّبوا أَو تُقَطَّعَ أَيديهِم وَأَرجُلُهُم مِن خِلٰفٍ أَو يُنفَوا مِنَ الأَرضِ ذٰلِكَ لَهُم خِزىٌ فِى الدُّنيا وَلَهُم فِى الءاخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ﴾ المائدة: 33 .          

*البحث عن الأمان 
لقد خاض الأنبياء صراعاً مريراً ضد تيار الشرك والكفر، وقد ركز القرآن على كل مراحل ذلك الصراع منذ بدء حركة الإنسان على هذه الأرض، وقد ابتدأ هذا الصراع بصراع أبينا آدم مع إبليس الذي تمرّد على الله تعالى، وجنّد نفسه لإغواء الإنسان مستفيداً مما خلقه الله تعالى في الإنسان من النوازع النفسية والأهواء التي تقوده الى الخير تارة؛ والى الشر إذا ما استسلم لحالات الضعف التي يبتلي بها تارة أخرى.
ثم بسط القرآن الكلام في هذا الصراع ابتداءً من نبي الله نوح ع الى خاتم الانبياء نبينا محمد ( ص ).
وإذا ما تأملنا في طبيعة الصراع والأهداف التي رسمها الله تعالى للأنبياء (عليهم السلام) لتكون محوراً لعملهم الموحد، نلاحظ أن الصراع ينطلق للدفاع عن أمرين يمثلان باجتماعهما القاعدة التي تقوم عليها الحياة التي يستهدفها الله تعالى، والتي أرسل الأنبياء لإرسائها، والأمران هما : 
أولا: الحفاظ على العقل السليم الذي خلقه الله تعالى في الإنسان والذي به يُعبد سبحانه.
ثانياً: إشاعة الأمن على الحياة الإنسانية وهي أن يعيش الإنسان آمناً بما هو إنسان بغض النظر عما يعتقد أو لا يعتقد، أو يؤمن أو لا يؤمن، ويمكننا أن نأخذ على ذلك الأمثلة القرآنية الكثيرة. 
المثال الأول: الأمن على العقل، وهو ما ذكره الله تعالى من قصص النبي إبراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام)، فقد كان زمنه مشحوناً بعبادة الأصنام، وكانت من أهم العلامات الفارقة في زمنه، وفي مثل هذه الحالة كان النبي إبراهيم (ع) يتألم ويعيش مرارة ضياع العقل الإنساني، الأمر الذي استدعى أن يخوض الصراع والمواجهة مع النمرود وقومه المغلوب على عقولهم ليقوم بعملية تكسير الأصنام مع علمه بما سيكلّفه هذا العمل من ضريبة باهظه قد تكلفه حياته، قال تعالى :﴿وَلَقَد ءاتَينا إِبرٰهيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ وَكُنّا بِهِ عٰلِمينَ۝إِذ قالَ لِأَبيهِ وَقَومِهِ ما هٰذِهِ التَّماثيلُ الَّتى أَنتُم لَها عٰكِفونَ۝قالوا وَجَدنا ءاباءَنا لَها عٰبِدينَ۝قالَ لَقَد كُنتُم أَنتُم وَءاباؤُكُم فى ضَلٰلٍ مُبينٍ۝قالوا أَجِئتَنا بِالحَقِّ أَم أَنتَ مِنَ اللّٰعِبينَ۝قالَ بَل رَبُّكُم رَبُّ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضِ الَّذى فَطَرَهُنَّ وَأَنا۠ عَلىٰ ذٰلِكُم مِنَ الشّٰهِدينَ۝وَتَاللَّهِ لَأَكيدَنَّ أَصنٰمَكُم بَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرينَ۝فَجَعَلَهُم جُذٰذًا إِلّا كَبيرًا لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ۝قالوا مَن فَعَلَ هٰذا بِـٔالِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّٰلِمينَ۝قالوا سَمِعنا فَتًى يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ إِبرٰهيمُ۝قالوا فَأتوا بِهِ عَلىٰ أَعيُنِ النّاسِ لَعَلَّهُم يَشهَدونَ۝قالوا ءَأَنتَ فَعَلتَ هٰذا بِـٔالِهَتِنا يٰإِبرٰهيمُ۝قالَ بَل فَعَلَهُ كَبيرُهُم هٰذا فَسـَٔلوهُم إِن كانوا يَنطِقونَ۝فَرَجَعوا إِلىٰ أَنفُسِهِم فَقالوا إِنَّكُم أَنتُمُ الظّٰلِمونَ۝ثُمَّ نُكِسوا عَلىٰ رُءوسِهِم لَقَد عَلِمتَ ما هٰؤُلاءِ يَنطِقونَ۝قالَ أَفَتَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُم شَيـًٔا وَلا يَضُرُّكُم۝أُفٍّ لَكُم وَلِما تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ أَفَلا تَعقِلونَ۝قالوا حَرِّقوهُ وَانصُروا ءالِهَتَكُم إِن كُنتُم فٰعِلينَ۝قُلنا يٰنارُ كونى بَردًا وَسَلٰمًا عَلىٰ إِبرٰهيمَ﴾ [الأنبياء: 51 - 69] .
وهنا نقف عند بعض النقاط : 
١- أن ابراهيم (ع) خاض جهادة وحده.
٢- أنه تحدي أعظم مقدساتهم. 
٣- أن هذا الجهاد كان بوجه أعتى طاغوت على وجه الأرض في زمنه. 
٤- أنه قام بهذا العمل البطولي بغض النظر عما يترتب عليه من العواقب ومهما كانت تلك العواقب. 
والسؤال هنا بعد الاعتقاد بأن ابراهيم (ع) نبي لا يتصرف إلاّ بإذن بل بأمر من الله تعالى : ماهو الهدف ؟ 
الجواب بكل بساطة هو تحرير العقل الإنساني وعودة الإنسانية إليه، وقد تحقق هذا الهدف ولكنه حصل للحظة أو برهة من الزمن عندما قال لهم ﴿قالَ بَل فَعَلَهُ كَبيرُهُم هٰذا فَسـَٔلوهُم إِن كانوا يَنطِقونَ۝فَرَجَعوا إِلىٰ أَنفُسِهِم فَقالوا إِنَّكُم أَنتُمُ الظّٰلِمونَ۝ثُمَّ نُكِسوا عَلىٰ رُءوسِهِم لَقَد عَلِمتَ ما هٰؤُلاءِ يَنطِقونَ﴾.
ولنتأمل هنا في قوله تعالى (فَرجِعوا) ثم قوله تعالى (ثم نُكسوُا على رؤوسهم).
لقد توصل الخليل (ع) الى الهدف وهو عودتهم الى العقل، ولكن غلبة طاغوت الأهواء وسيطرة الطاغوت والاستغراق في عبادة الأصنام منعهم من الاستمرار في هذه الإفاقة. 
وهكذا لو تأملت في الكثير من عمل الخليل (ع) في تلك المراحل المظلمة من غياب العقل الإنساني، ومن أمثلة ذلك أيضاً ما حكاه الله تعالى عنه (ع) في قوله تعالى: ﴿وَكَذٰلِكَ نُرى إِبرٰهيمَ مَلَكوتَ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضِ وَلِيَكونَ مِنَ الموقِنينَ۝فَلَمّا جَنَّ عَلَيهِ الَّيلُ رَءا كَوكَبًا قالَ هٰذا رَبّى فَلَمّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الءافِلينَ۝فَلَمّا رَءَا القَمَرَ بازِغًا قالَ هٰذا رَبّى فَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِن لَم يَهدِنى رَبّى لَأَكونَنَّ مِنَ القَومِ الضّالّينَ۝فَلَمّا رَءَا الشَّمسَ بازِغَةً قالَ هٰذا رَبّى هٰذا أَكبَرُ فَلَمّا أَفَلَت قالَ يٰقَومِ إِنّى بَريءٌ مِمّا تُشرِكونَ۝إِنّى وَجَّهتُ وَجهِىَ لِلَّذى فَطَرَ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ حَنيفًا وَما أَنا۠ مِنَ المُشرِكينَ﴾ [الأنعام: 75 - 79] 
أنه البحث والصراع من أجل العقل الذي بحياته تحيا الإنسانية، وتأمن على مصيرها وأمنها واستقرارها.
المثال الثاني : الأمن على الحياة: 
يحكي لنا القرآن الكريم قصصاً مفصلة في ذلك من أهمها وأبرزها:
ما حكاه الله تعالى من قصص موسى (ع) مع فرعون .
لقد بين القرآن الكريم الجانب الأهم في شخصية فرعون وهي أنه إنسان مستكبر وطاغوت مفسد في الأرض ومتعطش لسفك الدماء وذبح الأطفال وإزهاق الأنفس البريئة كما هو الحال فيما نشاهده هذه الأيام من عمل فرعون الأرض المعاصر والمتمثل في الكيان الصهيوني الخبيث المحتل ومن يقف وراءه من قوى الاستكبار والجاهلية الحديثة، وسوف نأتي على تفصيل هذا البحث فيما يأتي من الحلقات إن شاء الله تعالى. 
لم يترك الله فرعون ليفسد كيفما يشاء وإنما وضع الله تعالى الخطة المناسبة لكبح جماحه وإيقاف سفكه للدماء ومصادرته لحرية الإنسان وكرامته. 
إن الله تعالى قادر على أن يهلك فرعون منذ اللحظة الأولى لخروجه عن المسار وتكبره، ولكن الخطه الإلهية في الهداية لابد وأن تبدأ وتنتهي بعمل وصراع من قبل الأنبياء وأتباعهم ليكون الإنسان شريكاً في إقرار الأمن وفرض النظام لينال بذلك موقعه عند الله تعالى. 
أرسل الله تعالى موسى وحفّه بالعنايات كما يحكي لنا القرآن ( ﴿أَنِ اقذِفيهِ فِى التّابوتِ فَاقذِفيهِ فِى اليَمِّ فَليُلقِهِ اليَمُّ بِالسّاحِلِ يَأخُذهُ عَدُوٌّ لى وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّى وَلِتُصنَعَ عَلىٰ عَينى﴾ طه: 39 
( ﴿وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسِى﴾ طه: 41 
وبعد كل تلك العنايات والصراع المرير لموسى وأخيه هارون؛ يجيئ الأمر الإلهي لموسى وهارون (عليهما السلام) 
 ﴿فَأتِياهُ فَقولا إِنّا رَسولا رَبِّكَ فَأَرسِل مَعَنا بَنى إِسرٰءيلَ وَلا تُعَذِّبهُم قَد جِئنٰكَ بِـٔايَةٍ مِن رَبِّكَ وَالسَّلٰمُ عَلىٰ مَنِ اتَّبَعَ الهُدىٰ﴾ طه: 47 
نقف هنا عند قول الله تعالى :﴿ ... فَأَرسِل مَعَنا بَنى إِسرٰءيلَ وَلا تُعَذِّبهُم ... ﴾ طه: 47 
إنه الجهاد والدفاع عن الحياة وعن الأمن




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
رئيس إئتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي : العراق يستعد لملحمة إنتخابية تتمثل في إنتخابات مجالس المحافظات رئيس ديوان الوقف الشيعي يبحث مع محافظ نينوى تنفيذ عدد من المشاريع المهمة الأمن الوطني يعلن القبض على 83 مبتزاً إلكترونياً إمارة زبيد تعلن دعمها المشاركة الواسعة في إنتخابات مجالس المحافظات رئيس الجمهورية يشدد على ضرورة بذل الجهود الدولية لإيقاف الحرب على غزة الأنواء الجوية تعلن تسجيل 12 هزة داخل العراق خلال الشهر الماضي الكهرباء: الغاز التركمانستاني سيسد حاجة 6 محطات بنسبة 100 بالمئة اليوم.. أربع مواجهات في انطلاق الجولة السابعة لدوري نجوم العراق النزاهة: صدور أمر استقدام بحق (11) مسؤولاً في بلدية تكريت جهاز مكافحة الإرهاب يلقي القبض على ثلاثة إرهابيين في الأنبار الداخلية: القبض على متهم وضبط عجلته المعدة لتهريب المشتقات النفطية في واسط جنايات كربلاء المقدسة: السجن المؤبد بحق تاجر بالمواد المخدرة الانواء الجوية: أمطار وارتفاع في درجات الحرارة خلال الايام المقبلة حزب الدعوة الإسلامية : نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى حركة النجباء بإستشهاد كوكبة من مجاهديها في أطراف كركوك جراء الإعتداء الأميركي دعاء يوم الاثنين
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2020