شبّر والدهلكي: نموذج المجايلة الفعالة // علي المؤمن
بين الداعية المؤسس المحامي السيد حسن شبر والداعية
الشاب الدكتور احمد الدهلكي، فارق في العمر يبلغ (٦٠) عاماً؛ فالسيد
شبر من مواليد العام ١٩٢٩ والدكتور الدهلكي ولد في العام ١٩٨٨، كما أن
بينهما (٤٦) عاماً من الفارق في العمر التنظيمي؛ فالسيد شبر كان من
الجيل المؤسس لحزب الدعوة الإسلامية في العام ١٩٥٧، بينما انتمى
الدكتور الدهلكي الى الحزب في العام ٢٠٠٣، أي أنه من جيل الدعاة
السادس.
وكان مما لفت نظري، وسجلته نقطة نجاح تنظيمية ومعنوية
لقيادة الدعوة، هي مشاركة الدكتور احمد الدهلكي في مراسيم تكريم حزب
الدعوة للسيد حسن شبر، قبل سنتين تقريباً، وهي مراسيم حزبية خاصة،
شارك فيها قياديون وكوادر متقدمة، وهي المناسبة التي تم فيها التقاط
الصورة المرفقة بهذه الخاطرة.
بالأمس توفي الداعية المؤسس السيد حسن شبر، واليوم
يتصدى الدكتور الدهلكي لعضوية لجان ومكاتب رأسية، فضلاً عن عضوية
المؤتمر العام للحزب، ويكون الدهلكي بذلك أحد الذين استلموا راية
المسؤولية من جيل شبّر الأول، وهو نموذج فعال وناجح من سياقات
المجايلة التنظيمية التي كسرت بعض الطقوس ذات العلاقة بالعمر وبتمسك
الرواد بقرار الحزب، خاصة أن الدكتور الدهلكي من الشباب الدعوي المؤمن
والكفء والمثقف، ويحمل هموم الدعوة وأهدافها كأي داعية من الأجيال
السابقة.
وهنا مربط الكلام؛ فالمجايلة تكون ناجحة وفاعلة؛ حين
يكون الجيل البديل مؤهلاً إيمانياً وثقافياً، ويمتلك المواصفات
الذاتية المطلوبة، والتاريخ النظيف والكفاءة القيادية والتنظيمية
والفكرية، وهو ما نلاحظه في عدد من الدعاة الشباب من الجيلين الخامس
والسادس، أي ممن هم في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم. وهي نقطة
نجاح تنظيمية نسبية تسجل لعمل حزب الدعوة الإسلامية، في مرحلة مابعد
العامين ١٩٩١ و٢٠٠٣.
وأقول هنا نقطة نجاح نسبية؛ لأن النموذج النوعي الذي
طرحناه، والمتمثل بالدكتور أحمد الدهلكي؛ ينبغي أن لايكون محدوداً
عددياً، كما هو الحاصل الآن؛ بل ينبغي أن لايقل عددياً عن (١٠٠٠)
داعية حداً أدنى، بمواصفات متشابهة.
علي المؤمن
٨ / ١١/ ٢٠٢١