وداعاً سيد حسن شبر وداعا || ندى الشمري
وداعاً سيد حسن شبر وداعا
وداعاً أيها الكبير بقلبه وخُلقه ورسالته
وداعاً ايها الرفيع بشمائله وفكره
أيها الصبر الجميل بعلياء تواضعه … جئتك اسعى لأعقد معك لقاء الأستاذ
مع طلابه ولأستصحب معك الماضي وأُقرّبه لأُضيء به دهاليز الحاضر وافتح
من شعاع شمسك نوراً من منافذ الطهارة والجمال لأُري من أحلّ ظلاً
رمادياً بين صفحات جدرانه…وجلس محبطاً ينتظر من يضيء له شمعة…ولم
يلتفت أنّ عليه ان يكون هو الشمعة ظاناً ان الشمس إنكسفت تودِّع
ضياءها …
جئتك أسعى وطال سعيي سنوات أبحث عن بحر جودك وحينما وصلت وجدتك مسجى
…
وجدتك على اعتاب الحسين اليوم مسجى تقدم له الطاعة والولاء وترفع
أمامه عن كاهلك مسؤولية ثقل السنين ومرارتها …وتودّع اخر عهدك معه
لترتقي صهوة الخلود وتكمل السير حراً مسرعاً الى فردوسك …فوقفت انظر
لك من بعيد وتسمّرت نظراتي على نعشك وفؤادي يردد:
سلاماً سيد حسن ووداعا… سلاماً سيد حسن ووداعا…
رددها فؤادي الحزين مكلوما … أنظرُ الى تابوتك في روضة الحسين ع
وعيناي تكافح طرد دموع الضعف لئلا يراها احد…
تسابقت الايدي التي تحملك وعانق جثمانك من أمسك به وهو يقرأ آيات من
الذكر الحكيم…
تسابقت الأيدي وتسابقت معها عيوني تنسج وصلاً بين الزحام متخيلة أنها
تمسك بجثمانك وترتل مع المشيعين وداعاً وداعا…
وداعاً يا تأريخ مسيرتنا التي آليت إلا أن تحفظها … وداعاً ياكمال
دعوتنا وجمالها وداعاً أيها العملاق العامل بصمتٍ حتى انحنى الدهر لك
اكراماً واجلالا قبل ان يَحنيَ الزمن ظهرك ويطرز بدموع المفجوع شيبتك
وبسموِّ دماء شهدائك … وداعاً يا بقية السيف … إنّ العين لتدمع والقلب
ليحزن ولا نقول إلا ما يُرضي الرب…
وإنّا لفراقك ياسيد شُبّر لمحزونون … وداعاً والملتقى عند المحسن
الكريم
*وداعاً أستاذي العزيز سيد حسن شبر *
ندى الشمري