هل هناك اضرار سببها وزير خارجية ايران في مؤتمر بغداد؟ || محلل خليجي
هناك من يبالغ في حجم الضرر الذي من الممكن ان يترتب على وقوف الوزير
عبد اللهيان في الصف الامامي في الصورة الجماعية. اليكم بعض
ملاحظاتي:
اولا: الوقوف كان عفويا من قبل الوزير. فبعد وصولهم الى منصة التصوير
الوزير كان في حديث مع الرئيس السيسي ووجد ان الصف الخلفي قد إمتلأ
ولم يتبقى له إلا موقع هامشي في اقصى الصف الخلفي بعد الوزير السعودي.
لذلك وقف في موقفه في الصف الامامي. نعم الموقف مخالف للبروتوكول ولكن
كان على المنظمين اخبار الوزير والطلب منه بالرجوع ومن ثم مرافقته الى
الموقف في الخلف. عدم تدخل افراد اللجنة التنظيمية اعطى للوزير انطباع
ان الموضوع اعتيادي. ثم ان موقف الوزير ليس اكثر مخالفة من بروتوكول
اغتيال الشهيد السليماني وهو ضيف العراق!!! وهناك سوابق مماثلة
وقف فيها اولياء العهد الخليجيين مع رؤساء في مؤتمرات القمة بدلا من
وقوفهم في الخلف وايضا وزير خارجية السعودية خالف هذا البروتوكول عدة
مرات في مؤتمرات خليجية!
ثانيا: لا اعتقد ان هناك ضررا سياسيا او اجتماعيا يترتب على الموقف
مع السعودية والامارات. بعض الكتاب الايرانيين وبسبب خلافهم مع توجهات
الاصوليين يضخمون من الأمر ويبالغون في تصوير الموقف. وهذا التوجه
يعطي للسعودية مقاما ارفع مما تستحقه السعودية. هولاء لا يعرفون
العقلية الاعرابية البدوية للسعودية والامارات التي تحترم وتهاب موقف
عبد اللهيان الكبريائي الواثق اكثر من موقف مد اليد وطلب التفاهم.
عقلية البدو تفسر كل خطوة للتقارب والتفاهم انها نقطة ضعف وكنتيجة
تعاند وتكابر وتهمل، بينما أي خطوة فيها اهمال لها وعدم الاهتمام بها
يجعلها تتواضع.
ثالثا: نعم موقف عبد اللهيان اعطى فرصة لاعداء ايران في العراق من
الاساءة الى ايران ولكنها فزعات وشيلات ورقصات عربية مؤقتة وذاكرتهم
ذبابية ضعيفة. ايام وتهدأ وتموت. ثم بغض النظر عن موقف الوزير فان
العراق منقسم بخصوص ايران، هناك من يحبها ويتحالف معها وهذا لن يتأثر
بهذا الموقف، وهناك من باع نفسه لمال السعودية والامارات وامريكا ضد
ايران وهذا لن يرضى ولو وقف الوزير في آخر الصف الخلفي. ويكفي اهانة
للعراق ان التركي المحتل لاراضي العراق يقف في منتصف الصف الخلفي ومعه
وزير سعودي وبلده ارسل ٧ الاف داعشي ليفجر في العراقيين ويقتلهم.
وهناك أمير بلد ايضا ارسل ارهابيين ومع ذلك نجدهم حضروا المؤتمر بل
يدعون في كلماتهم الى صون استقرار العراق وأمنه وهم الذين دمروا
استقرار العراق وأمنه ولا زالوا يدمرونه ويدعمون تقسيمه. والعجب ان
يصف الوزير السعودي في كلمته الحشد الشعبي بالمليشيات وهو في بلد
الحشد، هذه قمة وقاحة ومخالفة صريحة لبروتوكول!! اعتقد لو وقف الوزير
في اخر الصف الخلفي عند الهامش لقالوا انظروا هذا حجم ايران في الاخير
بعد السعودية وهذا موقعها، لا يحترمها احد وليس لها تأثير، وايضا
فرحوا ورقصوا وتكلموا ضد ايران.
محلل خليجي
٣٠ اغسطس ٢٠٢١