2024/12/13




الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي || د. علي المؤمن ...
السبت 22 حزيران 2024 :
11:53 pm
عدد المشاهدات : 419
السبت 22 حزيران 2024 :
11:53 pm
عدد المشاهدات : 419
الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي || د. علي المؤمن
الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. علي المؤمن

    لا يوجد مجتمع شيعي في العالم يتعرض للتآمر والتهديد والخطر كما يتعرض له المجتمع الشيعي العراقي؛ فلا شيعة لبنان ولا أفغانستان ولا باكستان ولا آذربيجان ولا اليمن ولا إيران، ولا حتى شيعة الدول التي يعيش فيها الشيعة حياة القمع المعلن والخفي، كالبحرين والسعودية؛ مستهدفون كشيعة العراق. وفي مقدمة هذه التهديدات؛ ما تحققه الشعبوية التضليلية من نجاحات في استهداف أسس النظام الاجتماعي الديني الشيعي العراقي بوتيرة تصاعدية، أكثر من نجاحها في شيطنة إيران والحركات الإسلامية في العراق ولبنان واليمن وغيرها، لأن أغلب عناصر هذه الشعبوية التضليلية في العراق هم شيعة ومن داخل المجتمع الشيعي، ويستخدمون خطاباً نفاقياً تزييفياً، ويتمتعون بدعم داخلي وخارجي طائفي وغربي هائل، مالي وإعلامي وسياسي. 

    وتتكون جماعات الشعبوية التضليلية التي تستهدف المجتمع الشيعي العراقي في وعيه وإرادته ووحدته وعناصر قوته الذاتية، من عناصر علمانية وبعثية، وأتباع بعض المعممين المنحرفين عقدياً وسلوكياً، ومرتزقة السفارات الغربية، وخاصة الأمريكية والبريطانية، وعملاء المخابرات الإقليمية الطائفية، وخاصة السعودية والتركية والأردنية.  

    ويعود سبب الدعم الخارجي والداخلي المفتوح للشعبوية التضليلية التي تستهدف الاجتماع الشيعي العراقي أكثر من غيره، إلى أنّ الخصوم يدركون بأن شيعة العراق هم الأكثرية الشيعية العربية الوحيدة في المحيط العربي السني، وهم الأكثر نشاطاً وفاعلية وتأثيراً في هذا المحيط، وهم مثقفون ينافحون عن المذهب وحقوق أبنائه بقوة ووعي وإصرار، وأنهم سيتحولون في المستقبل غير البعيد، إلى مادة للنهضة الشيعية العربية الجديدة.

    وكما قال لي صراحة شيخ وهابي سعودي في العام 2009: ((الشيعي العراقي هو حجر العثرة الأساسية أمامنا، لأنه عربي، يتكلم العربية، ثقافته عربية، ويستطيع التواصل بسهولة مع العرب والتأثير فيهم، وهو مثقف بدينه ومذهبه، ويقاتل بشراسه وإصرار عن انتمائه، ويتطلع للدفاع عن عقيدته في خارج حدوده، ولولاه لما امتلأت المكتبة العربية بالكتب الشيعية، ولما انتشر التشيع في البلدان العربية. لذلك؛ ينبغي أن نغتال وعي الشيعي العراقي ونحطم إرادته، ونجعله لا يفرق بين عدوه وصديقه، ولا بين قاتله والمدافع عنه)). 

    وهذا يعني أن من الطبيعي أن يتركز الجهد الغربي، وكذا الطائفي الداخلي والخارجي، بأمواله ومخابراته وفضائياته ووسائل تواصله الاجتماعي، على محاولات كسر الشيعي العراقي أو تدجينه أو تحويله الى خصم لمجتمعه، وصولاً الى تدمير الهوية الشيعية العراقية، وتمزيق الاجتماع الشيعي العراقي من داخله.

    وقد باتت أضاليل الشعبوية الداخلية المدعومة خارجياً، تعشش في جزء مهم من العقل الباطن الشيعي العراقي؛ حتى اقتنع هذا الجزء المستغفَل والمهزوم نفسياً والذي يجلد نفسه صباح مساء؛ بأن:

-  الشيعة وجماعاتهم في الداخل والخارج هم سبب الفتنة الطائفية في العراق.

-  وأن من يدافع عن حقوق المكون الأكبر ومطالب أبنائه المعيشية والاقتصادية والسياسية والقانونية، هو طائفي ولا يمتلك هوية وطنية.

-  وأن من يطالب بالاستقرار الأمني والمجتمعي في مناطق الوسط والجنوب، هو مدافع عن فساد السياسيين وفشلهم.

-  وأن الحشد الشعبي الذي دفع عن العراق خطر سلب الأرض وانتهاك الأعراض، هو الخطر الذي يتهدد العراق.

-  وأن حكم طغاة البعث والسنة أفضل من حكم الشيعة.

-  وأن الشيعي فاشل في الحكم، وأن السني هو الوحيد القادر على إدارة الدولة.

-  وأن صدام أشرف من الحاكم الشيعي.

-  وأن المرجعية مهمتها جباية الأموال وتخدير الناس واستغفالهم.

-  وأن تقليد المرجع والانقياد له لا أساس له شرعاً وعقلاً.

-  وأن السعودية الوهابية دولة شقيقة تريد الخير للعراق.

-  وأن إيران عدوة العراق، وليست السعودية وأمريكا وإسرائيل.

-  وأن الأحزاب والتيارات الشيعية لوحدها هي سبب خراب العراق، وليس داعش والبعث وأمريكا والسعودية والإمارات وقطر وتركيا والأحزاب الكردية والجماعات السنية.

    ولذلك؛ فإن مسؤولية الفرد الشيعي العراقي الواعي والمجتمع الشيعي العراقي، صعبة جداً في مواجهة الشعبوية التضليلية، وإن إحساس الشيعي العراقي بعظم الخطر وضرورة مواجهته؛ يمثل الواقعية وحماية النفس والعائلة والمجتمع، وإن البحث عن الحلول هو عين الحكمة والعقلانية.

   وهذه المسؤولية تعاضدية شاملة، يتحملها عالم الدين والسياسي والأكاديمي والكاتب والإعلامي والخطيب والطالب والتاجر والوجيه وشيخ العشيرة، وكل طبقات المجتمع، وبخلافه سيستمر النظام الاجتماعي الديني الشيعي بالتعرض للهزات والضعف واستلاب الهوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
الرصد الزلزالي: لم نسجل أي أضرار بشرية أو مادية جراء الهزة في صلاح الدين الثقافة تحدد أسباب تأخير منحة الصحفيين والفنانين أمطار وثلوج وحرارة منخفضة.. تفاصيل طقس العراق للأيام المقبلة القضاء يصدر حكماً بالسجن 10 سنوات لصاحب قاعة حريق الحمدانية يار الله من القائم: الحدود العراقية مؤمنة بالكامل ولن نسمح بتهديدها المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني يستقبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة دعاء يوم الخميس في بطولتي نهائي العراق بالشطرنج .. علي ليث يتوج بلقب الرجال وكارين كمال تحرز لقب النساء رسمياً..السعودية تفوز بتنظيم بطولة كأس العالم 2034 المشهداني ومحافظ بغداد يبحثان تعزيز الواقع الخدمي للعاصمة الحشد الشعبي يعتقل إرهابي مطلوب للقضاء في سهل نينوى محافظ البنك المركزي العراقي يستقبل وفداً من مؤسسة التمويل الدولية انطلاق أعمال مجلس وزراء الصحة العرب ومكتبه التنفيذي للدورة 61 في بغداد طقس العراق.. ثلوج وأمطار وانخفاض في درجات الحرارة جنايات كربلاء المقدسة: الإعدام بحق مجرم ينتمي إلى عصابات إرهابية
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024