2025/06/22




الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي || د. علي المؤمن ...
السبت 22 حزيران 2024 :
11:53 pm
عدد المشاهدات : 516
السبت 22 حزيران 2024 :
11:53 pm
عدد المشاهدات : 516
الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي || د. علي المؤمن
الشعبوية التضليلية واستهداف المجتمع الشيعي العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. علي المؤمن

    لا يوجد مجتمع شيعي في العالم يتعرض للتآمر والتهديد والخطر كما يتعرض له المجتمع الشيعي العراقي؛ فلا شيعة لبنان ولا أفغانستان ولا باكستان ولا آذربيجان ولا اليمن ولا إيران، ولا حتى شيعة الدول التي يعيش فيها الشيعة حياة القمع المعلن والخفي، كالبحرين والسعودية؛ مستهدفون كشيعة العراق. وفي مقدمة هذه التهديدات؛ ما تحققه الشعبوية التضليلية من نجاحات في استهداف أسس النظام الاجتماعي الديني الشيعي العراقي بوتيرة تصاعدية، أكثر من نجاحها في شيطنة إيران والحركات الإسلامية في العراق ولبنان واليمن وغيرها، لأن أغلب عناصر هذه الشعبوية التضليلية في العراق هم شيعة ومن داخل المجتمع الشيعي، ويستخدمون خطاباً نفاقياً تزييفياً، ويتمتعون بدعم داخلي وخارجي طائفي وغربي هائل، مالي وإعلامي وسياسي. 

    وتتكون جماعات الشعبوية التضليلية التي تستهدف المجتمع الشيعي العراقي في وعيه وإرادته ووحدته وعناصر قوته الذاتية، من عناصر علمانية وبعثية، وأتباع بعض المعممين المنحرفين عقدياً وسلوكياً، ومرتزقة السفارات الغربية، وخاصة الأمريكية والبريطانية، وعملاء المخابرات الإقليمية الطائفية، وخاصة السعودية والتركية والأردنية.  

    ويعود سبب الدعم الخارجي والداخلي المفتوح للشعبوية التضليلية التي تستهدف الاجتماع الشيعي العراقي أكثر من غيره، إلى أنّ الخصوم يدركون بأن شيعة العراق هم الأكثرية الشيعية العربية الوحيدة في المحيط العربي السني، وهم الأكثر نشاطاً وفاعلية وتأثيراً في هذا المحيط، وهم مثقفون ينافحون عن المذهب وحقوق أبنائه بقوة ووعي وإصرار، وأنهم سيتحولون في المستقبل غير البعيد، إلى مادة للنهضة الشيعية العربية الجديدة.

    وكما قال لي صراحة شيخ وهابي سعودي في العام 2009: ((الشيعي العراقي هو حجر العثرة الأساسية أمامنا، لأنه عربي، يتكلم العربية، ثقافته عربية، ويستطيع التواصل بسهولة مع العرب والتأثير فيهم، وهو مثقف بدينه ومذهبه، ويقاتل بشراسه وإصرار عن انتمائه، ويتطلع للدفاع عن عقيدته في خارج حدوده، ولولاه لما امتلأت المكتبة العربية بالكتب الشيعية، ولما انتشر التشيع في البلدان العربية. لذلك؛ ينبغي أن نغتال وعي الشيعي العراقي ونحطم إرادته، ونجعله لا يفرق بين عدوه وصديقه، ولا بين قاتله والمدافع عنه)). 

    وهذا يعني أن من الطبيعي أن يتركز الجهد الغربي، وكذا الطائفي الداخلي والخارجي، بأمواله ومخابراته وفضائياته ووسائل تواصله الاجتماعي، على محاولات كسر الشيعي العراقي أو تدجينه أو تحويله الى خصم لمجتمعه، وصولاً الى تدمير الهوية الشيعية العراقية، وتمزيق الاجتماع الشيعي العراقي من داخله.

    وقد باتت أضاليل الشعبوية الداخلية المدعومة خارجياً، تعشش في جزء مهم من العقل الباطن الشيعي العراقي؛ حتى اقتنع هذا الجزء المستغفَل والمهزوم نفسياً والذي يجلد نفسه صباح مساء؛ بأن:

-  الشيعة وجماعاتهم في الداخل والخارج هم سبب الفتنة الطائفية في العراق.

-  وأن من يدافع عن حقوق المكون الأكبر ومطالب أبنائه المعيشية والاقتصادية والسياسية والقانونية، هو طائفي ولا يمتلك هوية وطنية.

-  وأن من يطالب بالاستقرار الأمني والمجتمعي في مناطق الوسط والجنوب، هو مدافع عن فساد السياسيين وفشلهم.

-  وأن الحشد الشعبي الذي دفع عن العراق خطر سلب الأرض وانتهاك الأعراض، هو الخطر الذي يتهدد العراق.

-  وأن حكم طغاة البعث والسنة أفضل من حكم الشيعة.

-  وأن الشيعي فاشل في الحكم، وأن السني هو الوحيد القادر على إدارة الدولة.

-  وأن صدام أشرف من الحاكم الشيعي.

-  وأن المرجعية مهمتها جباية الأموال وتخدير الناس واستغفالهم.

-  وأن تقليد المرجع والانقياد له لا أساس له شرعاً وعقلاً.

-  وأن السعودية الوهابية دولة شقيقة تريد الخير للعراق.

-  وأن إيران عدوة العراق، وليست السعودية وأمريكا وإسرائيل.

-  وأن الأحزاب والتيارات الشيعية لوحدها هي سبب خراب العراق، وليس داعش والبعث وأمريكا والسعودية والإمارات وقطر وتركيا والأحزاب الكردية والجماعات السنية.

    ولذلك؛ فإن مسؤولية الفرد الشيعي العراقي الواعي والمجتمع الشيعي العراقي، صعبة جداً في مواجهة الشعبوية التضليلية، وإن إحساس الشيعي العراقي بعظم الخطر وضرورة مواجهته؛ يمثل الواقعية وحماية النفس والعائلة والمجتمع، وإن البحث عن الحلول هو عين الحكمة والعقلانية.

   وهذه المسؤولية تعاضدية شاملة، يتحملها عالم الدين والسياسي والأكاديمي والكاتب والإعلامي والخطيب والطالب والتاجر والوجيه وشيخ العشيرة، وكل طبقات المجتمع، وبخلافه سيستمر النظام الاجتماعي الديني الشيعي بالتعرض للهزات والضعف واستلاب الهوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
حزب الله يدين العدوان الأميركي على المنشآت النووية السلمية في ‏إيران صور تظهر آثار الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق الرئاسات تعقد اجتماعاً في قصر بغداد لبحث التطورات في المنطقة فؤاد حسين ونظيره التركي يبحثان تطورات العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية سوريا.. تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار الياس في دمشق استعدادات تشييع شهيدي العدوان الصهيوني على ايران الحاج ابو علي الخليل والسيد حيدر الموسوي في مبنى مديرية اعلام الحشد الشعبي ببغداد. الرئيس الإيراني: لا نسعى للحرب بل نسعى إلى الأمن والسلام والكيان الصهيوني هو من يعرض أمن المنطقة للخطر عراقجي: المنشآت النووية سلمية وسألتقي بوتين غداً اللواء باكبور: مع الوقت يزداد تضامن الشعب الايراني وسيتم تعبئة قوات المتطوعين من الشعب الزراعة: جميع المحاصيل الأساسية متوفرة محلياً بكميات تغطي الطلب الحشد الشعبي يطيح بداعشي بارز في سهل نينوى الأمن الوطني يحذر: الشائعات والمحتوى التضليلي تحت الرقابة والمحاسبة جانبٌ من المسيرة الحاشدة الداعمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الكاظمية المقدسة. العراق يجدد تأكيده على ضرورة وقف العدوان على إيران وزير الصحة الايراني: الکیان الصهيوني هاجم حتى الآن 3 مستشفيات و6 سيارات إسعاف
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024