بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى، وأظهر دينه على الدين كله، هدىً ورحمةً لمن اهتدى ولو كره المشركون. والصلاة والسلام على سيد الأنبياء، محمد المصطفى، وعلى آله الغرّ الميامين، مصابيح الدجى، ومنابيع التقى وسفن النجاة للورى.
والسلام على سيد الشهداء، وأبي الأحرار، الإمام الحسين عليه السلام.
أيها الشباب المؤمن، يا أنصار الدعوة الإسلامية المباركة، يا أبناء الحسين في وعيه وثورته،
تحية عزّ وفخر لكل من سار على نهج كربلاء، وحمل فكر الحسين الخالد، ووعيه الرسالي، وسقى شجرة ايمانه من دمائه الزاكية.
أنتم الذين رفعتم راية الإسلام المحمدي الأصيل في وجه الطغيان، وواجهتم أعتى طواغيت الأرض، فما استسلمتم للضغوط، ولا استهوَتكم الإغراءات، ولا أخذتكم في الله لومة لائم. لقد جسّدتم قول الحسين الشهيد:
"لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد."وصدحتم بشعار الثورة الخالد: "هيهات منا الذلة."
كانت مسيرتكم محفوفة بالتحديات، لكنكم سلكتم طريق الوعي والجهاد، مؤمنين بأن طريقكم الفكري محصن بحصن:-
"أبدًا والله، لا ننسى حسيناه."
أيها الشباب الواعي، ها هي قوى الكفر والاستكبار تتكالب اليوم لتفتيت صمودكم، وضرب وحدتكم، وتشويه وعيكم، لكن كونوا كما أنتم، أقوياء بالله، ثابتين على الحق، واثقين بأن النصر حليف الصابرين وترجموا معنى الأخوّة الصادقة، والوفاء الحقيقي، كما جسّدها العباس بن علي (عليه السلام) في تفانيه لأخيه وسيده الإمام الحسين (عليه السلام) ، كونوا صوت المظلوم، ويد المستضعف، وسيف العدالة فهبّوا لنصرة إخوانكم في غزة الجريحة، الذين يُذبَّحون بدمٍ بارد، على مرأى ومسمع من العالم المنافق ، كونوا معهم بدعائكم، بكلماتكم، بمواقفكم، بصرختكم التي تهزّ عروش الطغاة.
أيها الدعاة الأمناء على نهج الحسين (عليه السلام)، إن العدو لا يريد إلا استعبادكم، ونهب خيراتكم، وقتل شعوبكم فكونوا كما قال علي الأكبر (عليه السلام) لأبيه الحسين:
"أوَ لسنا على الحق؟! إذن لا نبالي، أوقع الموت علينا أم وقعنا عليه."
وانظروا اليوم إلى صمود الجمهورية الإسلامية، التي لم تخضع للابتزاز، ولم تركع للعدوان، رغم استهداف برنامجها النووي، واغتيال قادتها وعلمائها من قبل الصهاينة وحلفائهم من الأمريكان والأوروبيين، فقدّمت بذلك أنصع نموذج في المقاومة، والإباء، والكرامة. فقد أجبرت العدو على التراجع والاستسلام ووقف الحرب دون قيد او شرط.
يا أبناء امة الوعي والجهاد يا من حملتم القيم الإسلامية والإنسانية واعطيتم الدروس والعبر في الإباء والتضحية والفداء وسرتم على طريق أنصار الحسين (عليه السلام) وعاهدتم الله على المضي على نهج الحسين في هذا العصر وقد كان مثلكم الأعلى في ذلك هو الشهيد السعيد والقائد الصنديد السيد حسن نصر الله (قدس) في تحديه وصموده لأعداء الله والإنسانية حتى نال شرف الشهادة وهو يخطو خطى استاذه الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) الذي قال لقد صممت على الشهادة ، حتى نالوها فرحين رضوان الله عليهم.
اننا اليوم نعلن للعالم اجمع ولامتنا الإسلامية اننا انصار الحسين(عليه السلام) وانصار الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه القريب ماضين على درب الحسين (ع) واهل البيت الميامين الكرام هذا الدرب الذي خطُّوه بالدم والوعي و الفكر و رافعين راية الحق و السلام لكل من يريد العدل و المحبة ان تسود على هذه الأرض و باسطين يد التسامح لكل الشعوب و المذاهب و الطوائف ما داموا لا يريدون بنا و باهلنا شراً و فاتحين ابوابنا لكل الذين يريدون الصلح والوئام على أساس المصالح الإنسانية المشتركة و دون التفريط بحقوقنا و حرياتنا و ضاربين بيد من حديد كل صنوف الفساد و الاستعباد.
اننا في مكتب الشباب والطلبة / حزب الدعوة الإسلامية نرى مصلحة الشعب العراقي في توحد طوائفه وأثنيته تحت راية التساوي بالحقوق والواجبات ونبذ الطائفية والعنصرية ومحاربة الفساد والفاسدين في كل مفاصل البلاد والتوحد بوجه التحديات الخارجية والداخلية ورص الصفوف لتحقيق كل مصالح الشعب العراقي في التقدم والرقي وكما قال الحسين سلام الله عليه (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.....)
مكتب الشباب والطلبة
حزب الدعوة الإسلامية
العاشر من محرم الحرام 1447 هـ
اترك تعليقك
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر.