بسم الله الرحمن الرحيم
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)
الإسراء: 7
إن إحياء يوم القدس العالمي سنويا في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك هو تذكير للأمة بواجباتها إزاء مقدساتها وحمايتها، التي هي جزء من هويتها الإسلامية، وتعبئة لطاقات الشعوب المظلومة للدفاع عن حقها في الحرية وتحرير الأراضي المحتلة في كل مكان.
إن المبادرة التاريخية للإمام الخميني - رضوان الله تعالى عليه - جعلت قضية فلسطين وقدسها حاضرة في وعي الأمة باستمرار، وحية في ذاكرة الأجيال، إذ قد لا تتوفر لجيل أو جيلين القدرة على تحريرها، ولكن ستكون عصية على النسيان، وتبقى تستثير الهمم والغيرة لدى المسلمين لنصرة القدس وتخليصها من الهيمنة الصهيونية؛ فالقدس قضية المسلمين كافة، وهي عنوان عزّتهم وكرامتهم، ومنطلق وحدتهم، ومحور مواقفهم وحركتهم عبر التاريخ.
إن إحياء يوم القدس هو إذكاء لروح المقاومة والرفض لكل أشكال الاحتلال، والتصدي للظلم والغاصبين، وإبقاء جبهة الحرب مع الكيان الغاصب مفتوحة وساخنة مهما كانت التضحيات.
فيوم القدس هو صرخة المظلومين المدوّية في آذان الشعوب، تؤكد أن هناك حقا مُغتصبا، وانتهاكا للمقدسات.
ويمرّ يوم القدس هذا العام ومعه ذكريات مؤلمة، إذ خسر المسلمون قيادات بارزة ومجاهدين أبطالا من فلسطين ولبنان واليمن والعراق على طريق تحرير القدس، الذي تعبّد بالدماء الطاهرة، والتي لا محالة ستنتصر، وذلك وعدٌ إلهي غير مكذوب.
وإن الحرب الظالمة ضد شعب غزة تؤكد أن العدو الغاصب لا عهد له ولا ذمة، ولا يعترف بهدنة أو اتفاق، فهو يمطر الأبرياء يوميا بحمم نيران طائراته ومدفعيته، التي تُخلّف آلاف الضحايا والدمار على مرأى ومسمع من الشعوب العربية الإسلامية ودول العالم ومنظماتها الإنسانية، التي تعيش مأزقا أخلاقيا مريعا ، وموتا للإحساس والضمير الإنساني.
فسلامٌ على شهداء تحرير القدس،
والنصر للمجاهدين، والحرية للشعب الفلسطيني مهما طال ليل الظلم والعدوان.
حزب الدعوة الإسلامية
المكتب السياسي
٢٨ آذار ٢٠٢٥
٢٧ رمضان المبارك ١٤٤٦
اترك تعليقك
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر.