بسم الله الرحمن الرحيم
(قَالَ اللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). المائدة: ١١٩
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رمز من رموز هذه الأمة، وقائد شجاع نازل العدو الصهيوني ووقف كالطود الشامخ أمامه ينافح عن عزة وكرامة المسلمين وقضيتهم العادلة، ويدافع عن سيادة واستقلال بلده لبنان ويجاهد في سبيل تحرير أراضيه المحتلة، نقف بحزن وألم على فقده في هذه المرحلة التاريخية العصيبة، وعلى غيابه عن ساحة الجهاد والوغى، التي طالما أذاق فيها العدو الخسائر والهزيمة. ففي ذكرى شهادة سيد المقاومة سماحة العلامة المجاهد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله رضوان الله تعالى عليه فارس الكلمة والموقف، وعنوان الآباء والعنفوان، وعصارة التاريخ والمجد، نستذكر بفخر واعتزاز وعرفان جميل وتقدير عال هذا القائد المغوار، والمدرسة التي تخرج منها، والخط الذي تربّى فيه؛ وهو الذي قد نهل من معين عاشوراء وكربلاء الطف دروس الرفض والثورة والجهاد، وسار على نهج إمامه أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
إن خسارة الأمة الإسلامية بشهادة هذا العالم العامل والمجاهد والقائد والرمز البطل كبيرة، والثلمة بغيابه واسعة في الإسلام وفي مسيرة المجاهدين، غير أن العقيدة التي أنجبته حية باقية، وستخرج جيلا بعد جيل من المجاهدين والقادة يقتفون أثره ويواصلون مسيرته حتى يكتب الله نصره المؤزر للمجاهدين بتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين والقدس الشريف.
وسيبقى راية عالية تهتدي بها الأجيال نحو طريق الجهاد المستمر والاستقامة على الحق، والإصرار على مواصلة المسيرة.
ونحن إذ نشاطر الملايين من أبناء الأمة الإسلامية والموالين لأهل البيت عليهم السلام ذكرى هذه الفجيعة والمصيبة الأليمة، ندعو الله لسماحته ليكون بأعلى الدرجات رفيقا لأجداده الطيبين الطاهرين عليهم السلام في مقعد صدق عند مليك مقتدر؛ ونعبر لجميع محبيه وأنصاره وإخوته في حزب الله عن أعمق الحزن والأسى الذي يملأ نفوس المؤمنين في كل مكان، ونقدّم أسمى مشاعر المواساة بهذه المناسبة الأليمة.. كما يعاهد المجاهدون في هذا روحه الزكية على الثبات والاستمرار على الدرب حتى تحقيق النصر.
(إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
حزب الدعوة الإسلامية
المكتب السياسي
٢٦ أيلول ٢٠٢٥
٣ ربيع الآخر ١٤٤٧
اترك تعليقك
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر.