بسم الله الرحمن الرحيم 
السيدة فاطمة الزهراء: القدوة والمثال النموذجي للمرأة المسلمة

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تمثل نموذجا فريدا للمرأة المسلمة، إذ جمعت بين الإيمان العميق، والعمل الدؤوب، والصبر في مواجهة التحديات. فسيرتها العطرة تحمل العديد من الدروس التي تظل مصدر إلهام للأجيال. وفيما يأتي أبرز ملامح حياتها ودورها:

مكانتها الفريدة:
1. النسب الشريف:
• هي بنت رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، خاتم الأنبياء والمرسلين.
• هي زوجة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأم الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، سيدي شباب أهل الجنة.
• هي جدة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، بدءا من الإمام زين العابدين وحتى الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه).
2. سيدة نساء العالمين:
لُقبت بـ (سيدة نساء العالمين)، لما تميزت به من صفات عظيمة ومكانة عالية في الإسلام.
3. فريدة في محبتها لوالدها:
لُقبت كذلك بـ (أم أبيها)، وهو تعبير فريد اطلقه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) عليها ليشير إلى مدى حبها واهتمامها به.
4. بنت وزوجة وأم أصحاب الكساء:
كانت المرأة الوحيدة بين أصحاب الكساء الخمسة: (النبي محمد (ص)، الإمام علي، الإمام الحسن، الإمام الحسين، والسيدة الزهراء. (عليهم السلام جميعا).

صفات السيدة الزهراء (عليها السلام):
1. الإيمان الراسخ والعمل الصالح:
جسدت الإيمان العميق من خلال تمسكها بالعدالة والدفاع عن الحق، وسعيها لبناء مجتمع قائم على القيم الإسلامية.
2. الصبر والثبات:
أظهرت صبرا عظيما في مواجهة التحديات، من فقدان والدها النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الوقوف أمام الظلم والدفاع عن حقوقها وحقوق الأمة.
3. الدفاع عن الحق:
كانت أول امرأة في الإسلام تعارض الحاكم الأول بحجج قرآنية ومنطقية، في قضية فدك، مما يعكس قوة شخصيتها ووعيها العميق.
4. التوازن بين الأسرة والمجتمع:
أدت دور الأم والزوجة المثالية، ونجحت في تحقيق التوازن بين مسؤولياتها الأسرية والاجتماعية.
5. العبادة والعلم:
تميزت بالصلاة والتهجد، وشاركت في نشر العلم والمعرفة، إضافة إلى دورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أدوارها الاجتماعية والسياسية:
1. المشاركة في أحداث تاريخية:
مثلت نساء المسلمين في يوم المباهلة مع نصارى نجران، مما يظهر ثقلها ومكانتها في الإسلام.
2. الدعوة إلى القيم الإسلامية:
عملت على تعزيز القيم الإسلامية الأساسية، والدعوة إلى بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة.
3. القدوة في الحياة اليومية:
ألهمت النساء من خلال دورها كزوجة، أم، وناشطة اجتماعية، تُعنى بمصلحة الأمة الإسلامية.

دروس من حياتها (عليها السلام):
1. التصدي للتحديات:
علمتنا السيدة الزهراء (عليها السلام) كيفية الوقوف بثبات أمام الظلم والأفكار الدخيلة التي تهدد استقرار المجتمع.
2. تمكين المرأة:
أكدت أهمية دور المرأة في بناء المجتمع، مع الحفاظ على القيم الإسلامية الراسخة.
3. التفاعل مع العصر:
ألهمت الأجيال بأهمية التفاعل الإيجابي مع التحديات المعاصرة، بما يعزز من دور المرأة و الأسرة في المجتمع.

اللهم وفي ذكرى مولدها الأغر في مثل هذا اليوم في السنة الخامسة الهجرية اجعلنا من المؤمنين الذين ينالون شفاعة السيدة فاطمة الزهراء وأبيها وزوجها وأبنائها الأطهار (عليهم السلام)، ووفقنا للسير على نهجهم في التمسك بالحق، والعمل من أجل بناء مجتمع عادل ومتقدم.

        وليد الحلي 
٢٠ جمادى الآخرة ١٤٤٦
٢٢ كانون الأول ٢٠٢٤