الحسين سيد البقاء
قاسم محمد جبار 

لو يعلم يزيد اي حماقة ارتكب لما خاطب اشياخه ببدر مفتخرا بتلك الابيات الشهيرة:
ليت اشياخي ببدر شهدوا 
وقع الخزرج من وقع الاسل 
لاهلوا واستهلوا فرحا
 ثم قالوا يايزيد لاتشل 
قد قتلنا القرم من أشياخهم وعدلناه ببدر فاعتدل 
لعبت هاشم بالملك فلا
 خبر جاء ولا وحي نزل.
ولو افترضنا ان اشياخه عادوا للحياة لوبخوه على ماجرى، فهم اراوا وارد ذلك الاحمق ومعهم كل الطغاة على مدى التاريخ ان يمحو ذلك الذكر، ويميتوا الوحي، ويطفئوا النور ، فعلى ذكرهم واستمر وحي الرسالة بشهادة الحسين(ع) واتم الله  نورهم. فكان يزيد مصداقا لوصف سيد البلغاء (ع) للاحمق الذي يريد ان ينفع اشياخه فأضرهم، ومصداقا لقوله عليه السلام في نهجه ((تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير)).
فهنا في كربلاء تجد الصغير والكبير ، الرجال والنساء، العراقي والاجنبي، الايراني والاوربي والهندي والافغاني والخليجي والعربي، تلمح الاعمى والمعاق، ترى المسيحي والسني، ومن هذه الثنائيات عدد ما شئت فكلها حطت رحالها هنا، تجدهم كلهم رغم التعب والاجهاد فرحين مستبشرين بنشوة الحضور في حضرة المعشوق، في لذة اللقاء مع الحبيب مهوى القلوب، املين ان يتجدد ذلك اللقاء مابقي في العمر بقية، وفي الحياة رمق.
اي عشق هذا،واي جنون جمع هذه الملايين من قارات الارض على اعتاب ضريح سيد الشهداء في الاربعينية، واي احتفال متجدد بالنصر الدائم في محيط الضريح ومحيط محيطه،  حتى كأن الارض كلها كربلاء. 
واي نصر حققه سيد البقاء في طفه، واي راية مجد تأبى الا ان تعانق السماء فاحالت ارض الكرب والبلاء الى ارض السعد والرخاء  .
وكأني بيزيد واشياخه ومن سار على نهجهم البائس يلطمون على رؤوسهم من خيبتهم وينديون حظهم العاثر دوما وابدا، يشتكون  سوء تخطيطهم وفشل كيدهم.
اين يزيد 
اين المتوكل
اين حسين كامل
اين العفالقة
اين كل الطغاة 
فليندبوا وليبكوا وجعا والما مع يزيد واشياخه ، ونحن نندب الحسين عشقا وشوقا مقدسا.

من جوار ابي الاحرار - باب القبلة حررت هذه الحروف ومن وحي نصره المبين