2024/04/25




حزب الدعوة الاسلامية… العودة إلى الأمام || د.عمران كاظم الكركوشي ...
الاحد 16 تشرين الاول 2022 :
05:40 pm
عدد المشاهدات : 639
الاحد 16 تشرين الاول 2022 :
05:40 pm
عدد المشاهدات : 639
حزب الدعوة الاسلامية… العودة إلى الأمام || د.عمران كاظم الكركوشي

إحتفال حزب الدعوة الاسلامية بعيد تأسيسه ٦٧ لحظة فارقة بين المضي قدما مرة والعودة إلى قواعد أيام التأسيس وعناصرها الدولية والإقليمية. 
فعندما استفاق وعي الأمة على أربع مؤلفات شكلت المرجعية الفكرية للمؤسس الشهيد محمد باقر الصدر وكل منها كان يعالج محورا في تقاطع علاقات القوة المستقرة آنذاك؛ 
أولها كان كتاب فلسفتنا الذي أعاد تفكيك وإعادة بناء النظريات التي كانت سائدة الخمسينات وأعمدتها الرئيسة الرأسمالية والشيوعية (وملحقاتها) و جذورها وقدرتها على الأداء والصمود أمام أسئلة التأريخ وحاجات التطور البشري. وكانت نهاية محاكمة هذه النظريات أن حدد الصدر محاور العلاقة معها ومكانة الوعي الإسلامي كبديل ممكن للمنطقة ولكل تنظيم يريد الوصول لإدارة الدولة و النظام السياسي. 
العمود الثاني تعلق بالنظرية الاقتصادية وموقع الإسلام من قيادة الثروات وحركتها داخل المجتمع وخارجه فكتب (اقتصادنا) ليضع تصور الإسلام على طاولة السوق الدولي وأظهر الحركة الإسلامية منافسا لمذهبي الحرية الاقتصادية  ومذهب الاشتراكية ولواحقها اليسار واليمين. 
ثم العمود الآخر هو كتاب (مجتمعنا) (الذي ظهرت ملامحه في عدد من مؤلفات متفرقة للشهيد محمد باقر الصدر) الذي رسم فيه ملامح البنية الاجتماعية الإسلامية ومكوناتها وموقعها من الظواهر الأخرى السياسية والاقتصادية، وتأشير مركزية الإنسان في حركة الحياة مقصدا وغاية نهائية. 
وكان أعلى الأعمدة التي قدمها الصدر على طاولة الفهم البشري والتنظيمات الإنسانية والسياسة هو كتاب ( الاستقراء) الذي يعد قدرة على التناطح مع مراكز إنتاج المعرفة في جهات العالم الأربع وألهم الكثيرين هناك تصورات عن المنهج الذي تعتمده الأمة الإسلامية في إنتاج المعرفة ومتابعة أساليب فهم وبحث منهجية عالية الدقة لاتسمح للشك أن يتسرب إلى عقول علمائها وقادتها الفكريين. 
أعمدة الحكمة الأربعة في مؤلفات الصدر كانت الأسس لبناء حزب الدعوة الاسلامية وأطوار جديدة في علاقات الأمة داخليا وخارجيا. كان ثمرة ذاك الوصول إلى سدة الحكم في العراق عام ٢٠٠٣ والمشاركة في إدارة الأمة بشكل منظم بعد نزيف دام من الأرواح والنفوس والمادة والزمن. وحتى عام ٢٠٢٢ يبدو أن العالم يعيش ردة في ظروفه وطرق التفكير والمنهجية والعلاقات ومنظومات القوة وكأن ظروف الخمسينات تولد حية هذه الأيام أمام الحزب، ليشكل ذلك حرجا منهجيا لابد مواجهته وتقديم الرؤية لاستجابة الحزب لهذا التحدي المنطقي الجديد وكأن الدنيا دارت على أول يوم فكر فيه الشهيد محمد باقر الصدر أن يبدأ رحلة العمل السياسي لإدارة شؤون الأمة وسط تحديات حيوية وجودية. 
وهذا التحدي الحالي لاينفرد به الحزب خاصة أو التيارات الإسلامية عامة بل مناطق العالم كافة متحفزة بأعلى درجة لإعادة البحث عن هوية جديدة تحت أجنحة تطورات انكفاء العالم إلى صراع مفتوح الأساليب والنتائج والآثار. 
فالعالم يعيد صناعة علاقات القوة بين أجنحته شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. وكذاك النظام الاقتصادي وبنية نظام الطاقة وطرقها ومسالكها. وإعادة البناء داخل الرأسمالية ذاتها وأي نظام سياسي متبع في العالم وفق والموقف من الديمقراطيات في العالم ووضعها في الميزان أمام تحديات الصراع الدولي. 
ولا نغفل دور تطور الاتصالات و ادواتها ومضامينها وتأثير ذلك على الأفراد وهوية الدول وزيادة أعداد السكان في العالم ونسيج الأزمات المناخية وتداعيات الجائحات المتوقعة التي تهدد وجود البشر على الكوكب. 
نحن كدعاة معنيون بهذه الخارطة المعقدة وشديدة الحساسية والتي تجعلنا تقف على مسرح وسطح هش للغاية قابل للانهيار أو الانزياح بشكل دائم. 
هذه المتغيرات عاشها الحزب أول أيام تأسيسه ويعيشها اليوم، ولكنه هذه المرة يفتقد المفكر الأول بجسده ولكنه قابل للتعويض بروح ثورية لاتزال واضحة لدى قيادات الحزب الذي يتعرضون الآن لمخاطر جوهرية داخليا وخارجيا في الموارد البشرية والمنهجية وإدارة القوة ورغبة داخلية مدفوعة وخارجية مزعزعة لوجَودهم وهادفة لزحزحتهم عن المشهد أو راغبة بتغييب دورهم كاملا من المسرح السياسي والاجتماعي، ليس لهوانهم بل لأنهم منافسون أقوياء على خارطة القوة المعاصرة. 
يوم السبت الماضي كان بوابة الحزب للعودة إلى الأمام ويعبر هذا (الأمام) بعد محاولات دفعهم إلى الخلف أو نقصد به تقدمهم الذي صنعه لهم محمد باقر الصدر في الأطر المرجعية الفكرية التي صنعها وحلقت للحزب قمة يليها سفح بلا واد. 
 يمتلك الحزب الآن وهو في مقدم المشهد طاقات بشرية ومؤسسات ومصادر قوة وخبرة ومكانا ومكانة  وشروطا تمكنه من المشاركة الفاعلة في صناعة الحياة في المجتمع وبحسب ملامح يرسمها بسياساته التنفيذية ومنهجيته في الأداء السياسي، وطبعا تفعيل هذه المتغيرات مقرون بالرغبة، والارادة، وإدارة الفهم لأعضائه واتجاهاتهم وتصوراتهم عن أنفسهم أولا والمجتمع ثانيا، وإعادة تمثيل الأدوار وتوزيعها بين اجنحته. 
قد يكون الفضاء المفتوح والمنافسة تصعب تحقيق هذه الأهداف إلا إنها تمهد لخيار كان مفقودا سابقا وهو خيار (المشاركة مع الجميع) ولكن بشروط الدعوة! وبالاستعانة بالوسائل كلها ولكن لتحقيق غايات الدعوة المحددة والواضحة. 
قد يكون من الواضح أن الإصلاحات الأكثر إلحاحا تبدأ في الداخل العراقي المحلي ، بدءا من طرق الحد من أوجه عدم المساواة في رأسمالية الحياة، والتكنولوجيا كذلك هي مجال ملح للعمل السياسي، كما يظهر الخطاب السام الذي تحرض عليه وسائل التواصل الاجتماعي، ومخاطر القرصنة، وبرامج التجسس والمراقبة والمعلومات المضللة، ومحاولات التمرد القومي، واستمرار قوة الشعبويين المناهضين للتنظيمات السياسية ، والتركيز على كيفية معالجة الانقسامات الاجتماعية. وفي ضوء الصراع المتزايد بين القوى الديمقراطية والاستبدادية، ليس من المستغرب أن تحتل الدفاعات الأفضل ضد التهديدات الخارجية – من الفساد المسلح إلى التدخل في الانتخابات – مرتبة عالية بين مخاوفنا .والطلب من المشاركين أن يكونوا إلزاميين ملتزمين وجذريين قدر الإمكان. والدعوة إلى التوقف عن التصرف كما لو كانت الديمقراطية محكوم عليها بالهلاك. قد يكون من المفيد أن نتذكر أن تاريخ التعب من الديمقراطية قديم قدم الديمقراطية نفسها: في عام 1787 ، تنبأ بنيامين فرانكلين بأن الجمهورية الأمريكية ستنتهي قريبا بالاستبداد ، "عندما يصبح الشعب فاسدا لدرجة أنه يحتاج إلى حكومة استبدادية ، غير قادر على أي حكومة أخرى". ومضى التاريخ ليروي قصة أخرى. على الرغم من عيوبها الموثقة جيدا وحاجتها المستمرة إلى إعادة الابتكار، جلبت الديمقراطية  الحقوق المدنية، والمشاركة السياسية، والحراك الاجتماعي. 
وتبقى حقيقة العودة إلى قيادة الأمة تمثيلا لقوله تعالى 
( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) تعطينا أملا وثقة بقدرتنا على الإنجاز والاستمرار وقلوبنا معلقة بالسماء.




+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
القضاء يقر استخدام تقنية (فيديو الكونفراس) في تدوين اقوال النزلاء التربية تعلن آلية تنقلات التلاميذ والطلبة المنتظمين في ممثليات إقليم كردستان شنيشل: تناسينا دور المجموعات ومستعدون لمباراة فيتنام وزيرة الاتصالات تبحث بسلطنة عمان إمرار السعات عبر العراق عن طريق دول الخليج محافظة بغداد تعلن المباشرة بتنفيذ مشروع مجاري أبي غريب المركزي الداخلية: العملية في البتاوين ستستمر عدة أيام وهي الأولى من نوعها منتخبنا الأولمبي بالزي الأبيض في مواجهة فيتنام غداً بربع نهائي كأس آسيا وزير الداخلية يشدد على ضرورة تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بالبتاوين بشكل دقيق دعاء يوم الخميس العتبة الحسينية المقدسة تهيئ الأجواء المناسبة للطلبة قبيل الامتحانات النهائية في كربلاء المقدسة النفط توقع عقداً مع شركة أوكرانية لتطوير حقل عكاز الغازي 200 يوم من الحرب.. عمليات المقاومة الإسلامية على طريق القدس منظمة الأغذية العالمية: سجلنا عددا متزايدا من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في قطاع غزة وزارة الداخلية تنفي وجود سيارة مفخخة في مدينة الموصل وزير الداخلية يؤكد المضي بمشروع تنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024