الإمام الباقر(ع) تصدى للإصلاح عبر النهضة العلمية || وليد الحلي
بسم الله الرحمن الرحيم
( الإمام الباقر(ع) تصدى للإصلاح عبر النهضة العلمية)
النهضة العلمية اللازمة لإصلاح المجتمع تبنى على أساس العلم ومن خلال
العلماء المؤهلين لهذا الدور،
وقد أعطى الإمام محمد الباقر (ع) اهتماما واسعا بالعلم وأصبح قدوة
للعلماء والفقهاء المسلمين.
قال الإمام الباقر(ع):
( تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة وطلبه عبادة، والتذاكر له تسبيح،
والبحث عنه جهاد، وتعلمه صدقة).
لقب الإمام بـ "الباقر" لأنه أظهر كنوز العلوم والمعارف وحقائق
الأحكام والتفسير والشرائع والأحاديث النبوية فيها.
عاملاً على تنمية الروح الرسالية والعواطف الصادقة مع الرسالة من خلال
توضيح الأهداف بتحريك الجانب العاطفي لتنسجم مع الجوانب الإيمانية
والسياسية لا ان تكون خادمة للوسائل التي يريدها المتصدي وطرقه
الفاسدة في كسب الناس.
متبنياً تربية الأمة بعلم وورع ووعي لمعرفة أساليب الأعداء الذين
يستغفلون الناس بحيلهم الماكرة وشيطنتهم لتجهيلهم وإبعادهم عن طريق
الحق والعدالة والخير.
مؤكداً على الالتزام بالمنهج والسلوك الصالح والابتعاد عن الشر ومكره
وأساليبه وتحذيرهم من الحملات الإعلامية وغيرها الخادعة والعدوانية
والمدفوعة الثمن.
معالجاً الانحرافات الفكرية والعقائدية والفهم الخاطئ للتيارات
الوافدة أو السياسات المنحرفة أو الشخصيات المتلونة حسب
مصالحها،
من خلال الحوار والقاء البحوث والمحاضرات واقامة الندوات العلمية
والقرآنية والفقهية والتاريخية الصحيحة،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكذلك من خلال تربية وبناء الكتلة الصالحة المربية الملتزمة بالأخلاق
والسلوك ألمبدأي والتي تبنت منهجه الإصلاحي في الأمة.
مجابهاً الانحرافات الاقتصادية للحاكم وحكومته التي بذرت أموال
الناس بالفساد واللهو والترف والبذخ والمجون والشهوات
وشراء الذمم والضمائر،
والمطالبة بكشفها جميعا للأمة،
ومطالبا الحاكم ان يبذل هذه الأموال في مصلحة الأمة وفي التكافل
الاجتماعي للفقراء والمحتاجين والمحرومين من العمل.
مؤكدا على مسؤولية الجميع للتصدي لوقف الانجرار أمام طغيان الحاكم
وأعوانه قائلا (ع): ( أوحى الله تعالى الى شعيب النبي (ع) إني معذب من
قومك مائة ألف: أربعين ألفا من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال:
يارب! هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا
أهل المعاصي، ولم يغضبوا لغضبي).
ولد الإمام الباقر: محمد بن علي ابن الحسين السجاد ابن علي بن أبي
طالب (ع) في المدينة المنورة في الأول من رجب سنة 57 هـ ،
وتصدى للإمامة بعد شهادته والده الإمام علي بن الحسين السجاد
(ع) في سنة 95 هـ، واستمرت إمامته لمدة 19 سنة حتى استشهاده بالسم من
قبل الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك في 7 ذو الحجة سنة 114 هـ وعمره
57 عاما.
اضطهد الإمام في مدة إمامته من قبل حكام بني أمية التالية أسماؤهم:
الوليد (86-96 هـ) وسليمان (96-99 هـ) ويزيد (101-105 هـ)وهشام ( 105-
125 هـ) أولاد عبد الملك،
وكُرّم في ولاية عمر بن عبد العزيز (99-101 هـ).
نسترشد في ذكرى شهادة الأمام الباقر أهمية الالتزام والانتفاع
من أقواله (ع) الآتية:
- " إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق"
- " قف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم".
- " يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر، إنك إن كسلت لم
تؤد حقا وإن ضجرت لم تصبر على حق".
- " عليكم بالحب في الله والتودد والموازرة على العمل الصالح، فإنه
يقطع دابرهما يعني السلطان والشيطان".
- " إن ظلمت فلا تَظلم، وإن خَانوك فلا تخن، وإن كُذّبتَ فلا تَغضب،
وإن مُدحت فلا تَفرح، وإن ذممتَ فلا تجزع".
وليد الحلي
6 ذو الحجة 1443
6 تموز
2022