2024/03/29




العراق.. وحلم نهاية عصر الشيعة الجديد || د.علي المؤمن ...
الاحد 13 أذار 2022 :
11:02 pm
عدد المشاهدات : 433
الاحد 13 أذار 2022 :
11:02 pm
عدد المشاهدات : 433
العراق.. وحلم نهاية عصر الشيعة الجديد || د.علي المؤمن


    أكدت أحداث السنوات الأربع الماضية ( تشرين الأول 2019 وحتى آذار 2022)، والتي بدأت بالتظاهرات الاحتجاجية، ولاتزال تتفاعل عبرمساعي تشكيل الحكومة القادمة؛ بأن ما جرى في العراق أكبر بكثير من موضوعات مدخلية جانبية، كإسقاط الحكومة أو اجراء انتخاباتمبكرة أو تشكيل حكومة جديدة أو اصلاح قوانين الانتخابات والمفوضية وغيرها، وأكبر من التظاهرات ومن شعارات القضاء على الفسادوالفشل، بل هي كما قالت المرجعية النجفية في خطبة الجمعة 29 / 11 / 2019 ((إنّ الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة مننشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة))

    وهو ما ظهر بجلاء من نوعية التدخل والتحريض السياسي والمخابراتي من الأنظمة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والسعوديةوالإماراتية، ووسائل إعلامها وجيوشها الإلكترونية، وكذا حراك البعث والجماعات الطائفية العراقية والعربية، ونوعية خطابها الإنقلابيالقتالي، إضافة الى الاعتداءات العسكرية للقوات الأمريكية والإسرائيلية على القوات العراقيةفالهدف ــ إذاً كما كشفت المرجعية الدينية ــهو إعادة العراق الى عصر الدكتاتورية الطائفية والمشروع الأصلي للاحتلال الأمريكيوعليه؛ فإن الأهداف الحقيقية للقوى المحلية والإقليميةوالدولية، وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسعودية والإمارات وتركيا، وحزب البعث والجماعات الطائفية، من وراء ماجرى فيالعراق، تتمثل في أربعة أهداف أساسية تكمل بعضها: 

    1- الهدف الأول؛ يتمثل في إقصاء القوى المحلية والإقليمية الشيعية النافذة في الواقع العراقي، وهي:

 أالقوى والشخصيات الشيعية المحلية، وتحديداً الحشد الشعبي وفصائله، حزب الدعوة الإسلامية ونوري المالكي، المجلس الأعلىالإسلامي، منظمة بدر وهادي العامري، كتائب حزب الله، السيد عمار الحكيم، عصائب أهل الحق والشيخ قيس الخزعلي

 بالقوى الإقليمية الشيعية النافذة في الواقع العراقي، وتحديداً إيران.

    أما مرجعية الإمام السيستاني ومحور الوعي في النجف، وكذا السيد مقتدى الصدر؛ فإقصاؤهم مطلوب أيضاً، ولكن في مرحلة لاحقة،أي بعد إقصاء القوى والشخصيات الشيعية المحلية وحليفتهم إيران، وبذلك يمكن الاستفراد بمحور الوعي في النجف وبالسيد مقتدىبسهولة، وهو ما يذكِّر بالدروس القاسية لأحداث الفترة 1918 ـــ 1924، وكذا الفترة 1967 ــ 1970، ففي الأولى كان الشيعة في بدايتها فيذروة قوتهم، لكنهم انتهوا الى الانهيار التدريجي، لعوامل داخلية تتعلق بالخلافات وفشل الإدارة والتخطيط وضياع الرؤية، وعوامل خارجيةتتمثل في تآمر الاحتلال الانجليزي وسياسات الحكومات والأحزاب الطائفية السنية المهيمنة على السلطةثم انتهت هذه الفترة المظلمة الىالاستفراد بالمرجعية الشيعية، وتسفير المراجع الأربعة والتنكيل بالآخرين، وكذا تسفير كبار النخب الشيعية العشائرية والثقافية، ما أدى الىعودة الشيعة الى وضع شبيه بعصر الدولة العثمانية العنصرية الطائفية، برغم كل ما قدموه من تضحيات من أجل العراق واستقلاله.

    أما الفترة الثانية؛ فكان الشيعة في بدايتها في ذروة قوتهم أيضاً، لكنهم لم يستثمروا هذه القوة، ما سمح لحزب البعث الانقضاض علىالسلطة؛ الأمر الذي أدى بالشيعة الى انهيار أكبر من انهيارهم في الفترة الأولى، لأن حزب البعث القومي الطائفي كان أقسى بكثير منالحكم الانجليزي ـــ الملكي الطائفي.

    ومن هنا؛ فإن تحقيق الهدف الأول سيؤدي الى القضاء على جميع عناصر القوة القائمة أو المحتملة في الواقع السياسي الشيعي،ومحاولة إعادته الى عشرينات أو سبعينات القرن الماضي

    2- الهدف الثاني؛ يتمثل في صناعة رمزيات ومرجعيات وأحزاب جديدة في الواقع الشيعي، وذلك عبر النفخ الإعلامي والضخ المالي فيعلماء دين يفضلون العزلة أو شخصيات شيعية هامشية من طبقة رجال الدين والخطباء والأكاديميين والاعلاميين والسياسيين العلمانيين،وصولاً الى تأسيس أحزاب وكتل جديدة من خلالهم، أو دعم الضعيفة الموجودة، لتكون رمزيات دينية وسياسية وقوى مصطنعة جديدة، بديلةللرمزيات والشخصيات الشيعية الدينية والسياسية التي يراد إقصاؤهاويمكن هنا ملاحظة الأسماء التي ظل الإعلام الطائفي العراقيوالعربي يركز عليها منذ خلال فترة الاحتجاجات وحتى الآن، وسرعة استبدالها بأسماء أخرى بعد فشلها.

    3- الهدف الثالث؛ يتلخص في المحافظة على نفوذ القوى المحلية والإقليمية والدولية التي تنسجم مع العراق البديل، والذي سبق أن حددتالمرجعية العليا ملامحه في خطبة الجمعة 29 / 11 / 2019. وتنقسم هذه القوى الى ثلاثة محاور:

   أ‌القوى العراقية المشاركة في الحكم، ولاسيما الحزب الديمقراطي الكردستاني، جماعة محمد الحلبوسي وجماعة خميس الخنجر.

   ب‌القوى الإقليمية والدولية الخمس: السعودية، الإمارات، تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

   ت‌القوى العراقية المعارضة للحكم منذ العام ٢٠٠٣، وهي حزب البعث، الجماعات المسلحة السنية ورجال الدين الشيعة المناوئين لمرجعيتيالنجف وإيران.

    4- الهدف الرابع، وهو العودة الى المشروع الأمريكي الأصلي في العراق، والذي جاء به الإحتلال الأمريكي في العام ٢٠٠٣، وهو الهدفالنهائي، ويتلخص بتأسيس دولة عراقية، تستند الى خمس قواعد:

   أ‌دولة عراقية كونفدرالية، تتكون من مجموعة أقاليم قومية وطائفية ومناطقية شبه مستقلة متناحرة متنافسة، من أجل سهولة السيطرةعليها.

   ب‌دستور عراقي علماني، ونظام سياسي برلماني توافقي مفكك.

   ت‌حكومة علمانية محصصاتية ضعيفة، تتألف من الأحزاب الكردية والسنية الحالية، وأحزاب شيعية علمانية جديدة مرتبطة بواشنطن، معإضافة حزب البعث والجماعات الطائفية التكفيرية إليها، بأسماء وتوصيفات جديدة.

   ث‌دولة عراقية مرتهنة الى القرار الأمريكي، وتكون الضلع الثالث للمثلث العراقي ــ السعودي ــ الإسرائيلي المأمول.

   ج‌ دولة عراقية تكون إحدى ركائز المشروع الأمريكي الشرق أوسطي، وتناط بها الأدوار التنفيذية الستة التالية:

   

   أولاً: تكون أداةً لخلق اجتماع سياسي وثقافي متحلل، معاد للدين واستهلاكي، ويكون النموذج الذي تمتد مظاهره الى بلدان المنطقةالأخرى

   ثانياً: أداة لتنفيذ ستراتيجية الحيلولة دون عودة الروح والقوة الى الحاضنة الإجتماعية الإسلامية الشيعية في العراق.

   ثالثاً: منطلقاً للغزو الأمريكي لإيران، إعلامياً وعسكرياً، وخنقها اقتصادياً وثقافياً.

   رابعاً: منطلقاً لنشر المزيد من الفوضى في غرب آسيا، ولا سيما في تركيا وسوريا، والاستمرار في تهديد أنظمتها.

   خامساً: تنفيذ صفقة القرن الأمريكية ــ الإسرائيلية ــ السعودية ــ الأردنية، والقاضية بإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل، وإسكان جزءمهم من الفلسطينيين في العراق، وتحديداً في المحافظات الغربية.

   سادساً: التطبيع مع الكيان الصهيوني.

   

   وبالتالي؛ فإن ما يجري منذ أربعة أعوام تقريباً هو مشروع انقلابي عميق شامل، تقوده واشنطن، وتنفذه بمساعدة الحكومات البريطانيةوالسعودية والإسرائيلية والإماراتية والتركيةولكن؛ رغم تحقيق هذا المشروع إنجازات نسبية؛ فإنه لايزال وسيظل، يعاني من ارتدادات قويةفاعلة، تعيق حركته وتقدمهأما كيف كان وسيكون رد الفعل النجفي والعراقي والشيعي، الذي تمثّله تلك الارتدادت الكبيرة القوية؛ فهوموضوع مقال قادم.





+12
°
C
H: +12°
L: +
بغداد
الخميس, 17 كانون الثاني
أنظر إلى التنبؤ لسبعة أيام
الجمعة السبت الأحد الاثنين الثلاثاء الأربعاء
+10° +11° +12° +13° +11° +14°
-2° -2° + +

#آفاق+
رفض واسع لسياسة تكميم الافواه ومصادرة الرأي العام
شاهد.. الفيديو الترويجي للمؤتمر التقويمي الاول لمؤسسة دولة القانون في البصرة











أخر الاخبار
مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني يتوقع أن يكون الأربعاء 10 نيسان المقبل أول أيام عيد الفطر المبارك طقس العراق.. امطار خفيفة مع ارتفاع درجات الحرارة في اغلب مناطق البلاد. الداخلية: سيطرنا ولأول مرة على تهريب المشتقات النفطية بنسبة 98 بالمئة التخطيط تعلن حسم 90% من المشاريع المتلكئة خلال العام الجاري مجلس النواب يرفع جلسته وزير الكهرباء يوقع عقداً لتوريد الغاز مع شركة إيرانية لمدة خمس سنوات وزير الزراعة يطالب بتسلم كامل محصول الحنطة من الأراضي غير الداخلة في الخطة الزراعية قوة أمنية تلقي القبض على إرهابي يكنى بـ(أبو اليمامة) في قضاء الشرقاط الاتصالات: مصادرة 34 كابينة ضوئية مخالفة في جانب الكرخ من بغداد التربية تُحدد اشتراك التلاميذ والطلبة في الامتحانات الوزارية النائلي: ايقاف هدر بقيمة تريليون دينار بدائرة ضحايا الارهــاب في الانبار رئيس اللجنة الأولمبية يستقبل مستشار النشاط الثقافي في السفارة الفرنسية رئيس اللجنة الأولمبية يبارك الفوز الكبير لأسود الرافدين على الفلبين المبرقع يهنئ الشعب العراقي بالفوز الكبير الذي حققه أسود الرافدين على الفلبين ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وآسيا بخماسية نظيفة.. منتخبنا الوطني يكتسح نظيره الفلبيني ويتأهل لنهائيات آسيا وتصفيات المونديال
جميع الحقوق محفوظة لقناة افاق @2024