️هذه واحدة من جرائم البعث المجرم || بإملاء السيدة أم علاء والدة الدكتور الشهيد علاء الموسوي
️هذه واحدة من جرائم البعث المجرم….
لكي لاننسى
ايام الزمن الجميل
طبيب يعتقل بلا سبب ويختفي اثره والأم تبقى تندب وحيدها وتفتش عنه
بإملاء السيدة أم علاء
والدة الدكتور الشهيد علاء الموسوي
في اليوم العاشر من زواجي توفي زوجي بحادث سيارة وانتهت
كل أحلامي في العيش الرغيد والعائلة السعيدة , لكن الله تبارك وتعالى
أراد أن يعوضني بأن رزقني ولدا صار موضع اهتمامي الأول والأخير ورضيت
به من الدنيا بأجمعها ورفضت كل من تقدم لي بالزواج وبقيت أعيش على أمل
أن أرى ابني الوحيد وهو في أحسن حال وأفضل تعليم , وكان الجميع يرعاه
ويحيطونه بعناية خاصة وبالخصوص أعمامه حيث كانوا ينظرون إليه بأنه
رائحة المرحوم وبقيته الوحيدة , لذلك كان الكل يحرص على أن ينشأ نشأة
صالحة , وفعلا صار الولد ذا شخصية مهيبة بثقافته وتعلمه حيث تخرج في
كلية الطب البصرة عام 1985 بدرجة جيد وفوق ذلك كله كان متدينا ومتفقها
دينيا وكان ملتزما بأداء الفروض الدينية بالرغم من كل المضايقات التي
تعرض لها من قبل الأمن الجامعي وبعض الأساتذة البعثيين وفي نفس العام
الذي تخرج فيه تعين طبيبا في المستوصف الطبي في مدينة سوق الشيوخ
فانتقلت معه إلى مدينة سوق الشيوخ لأكون بقربه حيث لم اعتد فراقه أبدا
وفي يوم من أيام الصيف الحار وبالتحديد يوم 2 / 7 / 1986 ذهبت إلى
المستوصف الطبي لأحمل له طعام الغداء رأيت عاملة التنظيف تبكي بحرقة
وهي تسرد لي كيفية مجيء الأمن وكيف القوا القبض على ابني الوحيد الذي
أفنيت عمري من اجله وعددت الليالي ليلة ليلة والأيام ساعة ساعة وأنا
انتظر تلك اللحظات التي أرى فيها ابني وقد كون عائلة وأطفالا وبيتا ,
لم أكن اسمع كلام المنظفة وبكاءها لأني ذهبت بعيدا عنها حيث مر عليً
العمر وكأنه شريط سينمائيا تذكرت فيه كل تفاصيل حياة ابني الوحيد من
يوم ولادته إلى ساعة القوا القبض عليه في مستوصف سوق الشيوخ , خرجت من
المستوصف مسرعة ولا اعلم إلى أين اذهب أو إلى من التجئ ؟
لم أكن اعرف أحدا في سوق الشيوخ لأني غريبة عن
المدينة وأنا امشي بدون شعور سقطت على وجهي في نهر صغير فأغميً عليً
ولم اشعر بشيء حولي إلى بعد يومين انتبهت على نفسي وأنا في مستشفى
الناصرية وبمجرد أن انتبهت قمت مسرعة إلى أحد الأطباء في مستشفى
الناصرية وهو من أصدقاء ولدي وسردت عليه القصة فقال لي : يمكنني أن
اعرف القضية الآن من خلال أحد المعارف .
وبعد أربعة ساعات جاء لي الطبيب واخبرني بأن
ولدي هنا في امن الناصرية فقمت وقبلت قدميه بأن يأخذني إلى ولدي فقال
الطبيب : لايمكن ألان لان الوقت قد تأخر ومع هذا سأحاول .
وبعد ساعة تقريبا جاء واخبرني بأن ضابط الأمن يريد رؤيتك وربما
يساعدنا على رؤية ولدك فذهبت مسرعة إلى دائرة الأمن بصحبة الطبيب (
صديق ولدي ) وعندما دخلنا على مدير الأمن صاح بصوت عال على الطبيب بأن
يذهب إلى عمله ويترك هذا الموضوع وحذره من التدخل في المستقبل , فخرج
الطبيب الشاب وتركني عند مدير الأمن فتوسلت إليه بأن أرى ولدي وان
يساعدني على فك اسره لأنه إنسان نظيف ولا يجرؤ أن يضر أحدا ونزلت على
قدميه وقبلتهما فقال لي اذن اقنعيه بأن يخبرنا عن بعض الأمور وسنتركه
لك الآن وفورا فقلت له خذني اليه وانا سوف اقنعه , بعدها اخذوني
إلى ولدي فرأيت ولدي ملقى على الأرض والدماء تسيل من أطراف أصابعه حيث
كانوا قد قلعوا أظافر يديه كلها فألقيت بنفسي على ولدي وأنا أصيح
ورفعت رأسه ونظرت إلى وجهه فلم اعرفه حتى ان جسمي اقشعر خوفا من أن
يكون الذي في حجري إنسان غريب ومحرم عليّ وبعد أن دققت النظر اليه
عرفته حيث كانت عيناه متورمتين وقد اسودتا وشفته السفلى مشقوقة نصفين
وقوادم أسنانه قد سقطت جميعها , قمت الطم على وجهي وولدي لايحرك ساكنا
قمت أصيح بأعلى صوتي ثم ضممت رأسه إلى صدري وقمت ادندن بترنيمة الـ (
دللول دللول يالولد يبني كوم وردلي ارباي يالولد يبني ) ولم
أفلح بأن ينهض ولدي من نومه بعدها سحبني ضابط الأمن واخرجني الى خارج
الغرفة ثم أمر بأخراجي الى خارج دائرة الامن فقام أحد رجال الامن
بأيصالي الى كراج الناصرية وانزلني هناك حيث لم يكن في الكراج غير
مجموعة من الجنود فطلبت منهم أن يحجزوا لي مكان لأسافر إلى البصرة
واخبرتهم بأني لا أملك أجرة السيارة فدفعوا لي أجرة السيارة ونزلت في
ساحة سعد في الساعة الثالثة فجرا فبقيت جالسة قرب إحدى النساء بائعات
الشاي لأني خفت أن استأجر تكسي لأذهب إلى بيت أعمام ولدي إلى أن بزغ
النهار ذهبت مشيا , فدخلت عليهم واخبرتهم بالحال ...ومنذ ذلك التاريخ
وأنا انتظر ولدي ...بحثت في كل المقابر التي أخبرني الناس عن اكتشافها
فلم افلح بالعثور على وحيدي الذي تركني لأرى رجال الامن والبعثيين
يعاد تعيينهم في الدوائر ويرد لهم اعتبارهم وترضخ الدولة التي تأملنا
بها خيرا لمطالبهم رغم كل ماأرتكبوه من جرائم.
#ايام_الخير
#توثيقسنواتالجحيم
◼️◼️◼️◼️◼️